آخر صرعة: رسائل موبايل عن المتة

11-12-2011

آخر صرعة: رسائل موبايل عن المتة

استقبل الكثير من الناس في الأيام القليلة الماضية رسائل نصية على أجهزتهم الخليوية تحضهم على الاتصال بالتموين أو برقم مذكور في الرسالة في حال شرائهم نوعاً رائجاً من المتة بسعر أعلى من السعر المدون على العلبة ونظراً لأن مشكلة المتة لم تحل بعد في اللاذقية لجهة أن معظم المحال التجارية في اللاذقية إما ليس فيها متة وإما تبيعها مقابل خمسين ليرة للعلبة الواحدة بما يعادل عشرين أو خمس عشرة ليرة زيادة على السعر المدون على العلبة، فقد بادر العديد من المواطنين بالاتصال بالرقم المذكور ولكن كما العادة مع هكذا أرقام مخصصة للشكاوى كان الرقم إما مشغولاً وإما لا يجيب، ويبدو أن بعض أصحاب المحال التجارية الذين قاموا خلال الفترة الماضية ببيع المتة بأسعار مرتفعة مستغلين اضطرار الناس لشرائها في ظل عدم توفرها قد تراجعوا عن ذلك ولكن هذا التراجع لم يكن لمصلحة بيعها بسعرها الحقيقي بل كان بالامتناع عن التعامل مع هذه السلعة من أساسه، وهذا حسب صاحب أحد محال السمانة في مدينة اللاذقية ناجم عن خشية التجار من الاستمرار ببيع المتة بسعر أعلى من السعر المدون عليها خوفاً من مخالفتهم من دوريات التموين ولكن التجار في الوقت ذاته لا يستطيعون بيع المتة بالسعر المدون على العلبة بسبب قيام تجار الجملة باستغلال ارتباك المواطنين وقلقهم من العقوبات الاقتصادية وتأثيرها في الأسعار بحيث قاموا باحتكار بعض المواد التي تلاقي إقبالاً كبيراً وامتنعوا عن بيعها لتجار المفرق بادعاء أنها مفقودة ثم قاموا بطرحها في السوق إما بأسعار مرتفعة وإما بشروط مجحفة بحق بائعي المفرق مثل إرغامهم على شراء مواد مرافقة لا تلاقي رواجاً في السوق إما لرداءتها وإما لكونها من الكماليات التي لا يهتم الناس بشرائها لاسيما في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني واقتصار المواطن في سياسته الشرائية على الضروريات، وأكد أحد بائعي المفرق أن تاجر الجملة اشترط عليه أن يشتري مع كل صندوق متة صندوق شاي من ماركة معينة لا يقبل الناس على شرائها وعندما اعترض على ذلك نصحه تاجر الجملة ببيع المتة بسعر زائد على السعر المدون على العلبة لتعويض الفرق الذي دفعه ثمناً لصندوق الشاي ولكن قراره في النهاية كان عدم شراء المتة (كلها على بعضها) لأنه على حد تعبيره بغنى عن المشاكل مع التموين، وقصة المتة هذه هي قصة العديد من السلع في أسواق اللاذقية حيث لم يعد هناك ضابط للأسعار والحجة الجاهزة لدى البائعين هي وجود أزمة بسبب زيادة الطلب والبعض الآخر يرد السبب للعقوبات الاقتصادية على سورية التي يبدو أن أبطالها المعنيين بتنفيذها حالياً هم البائعون الذين صاروا يدعون كل من يحتج عليهم إلى ضرورة متابعة نشرات الأخبار للاطلاع على حجم العقوبات التي تطبق علينا في كل يوم!

ريمه راعي

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...