«معاريف»: غالبية في المجلس المصغر تؤيّد ضربة عسكرية لإيران

16-03-2012

«معاريف»: غالبية في المجلس المصغر تؤيّد ضربة عسكرية لإيران

ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غالبية ثمانية وزراء في المجلس الوزاري المصغر تؤيد شن ضربة عسكرية على إيران، في وقت نشر موقع «يديعوت أحرونوت» تقريرا يفيد بشكوى وزراء هيئة الثمانية المقررة من أن نتنياهو وباراك يقرران وحدهما من دون العودة للمجلس.
وقد أثير هذا الأمر، بعدما أعلن نتنياهو أمام الكنيست، في تلميح لاستقلالية إسرائيل في قرارها بشأن شن الحرب على إيران، أنه سبق لرئيس الحكومة الأسبق مناحيم بيغين أن قصف المفاعل النووي العراقي خلافاً لرأي الإدارة الأميركية في حينه. واعتبر معلقون أن خطاب نتنياهو هذا كان أشبه بخطاب إعداد إسرائيل للحرب مع إيران.
ونقل المراسل السياسي لـ«معاريف» بن كسبيت عن جهات سياسية عليا في إسرائيل تقديرها بأن نتنياهو يمتلك غالبية ثمانية وزراء في المجلس الوزاري المصغر، الذي يضم 14 وزيرا، تؤيد الهجوم العسكري على إيران، حتى من دون إذن أميركي.
وأشار كسبيت إلى أن خطاب نتنياهو في الكنيست أول أمس كان الأشد والأكثر تفصيلا بشأن الموقف الإسرائيلي من المشروع النووي الإيراني. وقد أعلن نتنياهو في الخطاب أنه لن يتردد في مهاجمة إيران حتى من دون إذن الرئيس الأميركي باراك أوباما على خطى سلفه مناحيم بيغين. ونقل كسبيت عن وزراء في المجلس الوزاري المصغر بعد خطاب نتنياهو هذا قولهم في أحاديث خاصة أن «هذا يبدو كأنه خطاب إعداد إسرائيل للهجوم».
وأشار كسبيت إلى قول مسؤول كبير بأن نتنياهو يبدو عازما على عدم الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الأميركية المقررة في تشرين الثاني المقبل، وأنه يخشى أن الانتظار للعام المقبل قد يسمح لإيران بالتحول إلى قوة نووية فعلية.
وذكر كسبيت أن من يعارضون الهجوم على إيران حاليا من أعضاء المجلس الوزاري المصغر هم ستة بينهم أربعة من أعضاء هيئة الثمانية، موشي يعلون، دان ميريدور، بني بيغين وإيلي يشاي. وأشار برغم ذلك إلى أن المجلس الوزاري لم يجتمع البتة لاتخاذ قرار بهذا الشأن وأن التقديرات تستند إلى اتصالات سرية يجريها نتنياهو مع كل من وزرائه على انفراد.
وبحسب كسبيت فإن خطاب نتنياهو أثار قلق الوزراء المعارضين للهجوم العسكري على إيران، فضلا عن القلق الذي أثاره في الحلبة السياسية وفي المؤسسة العسكرية. وشدد كسبيت على أنه منذ عودة نتنياهو من زيارته الأخيرة لواشنطن ولقائه الرئيس باراك أوباما، الذي حذره علنا من مغبة الهجوم على إيران في الوقت الحالي، لم يعقد أي اجتماع للثمانية ولم يستشر نتنياهو أيا من وزرائه في الشأن الإيراني. بل ان هيئة الثمانية تكاد لا تنعقد في أي اجتماع في الشهرين الأخيرين. وأشار إلى أنه كلما طال صمت نتنياهو وباراك فإن قلق المعارضين للهجوم يزداد.
غير أنه ليس مستبعدا أن يكون خطاب نتنياهو يهدف إلى تحقيق واحد من هدفين أو أكثر. فمن خلال تأكيده العزم على مهاجمة إيران بعد كل التحذيرات الإسرائيلية يطلق رسالة لليمين بأنه زعيم لا يخضع للضغوط حتى من الرئيس الأميركي. كما أنه من خلال هذا الموقف يريد إبقاء سيف الهجوم الإسرائيلي مسلطا على رقبة إيران، إما لدفع الغرب لاتخاذ مواقف أشد حزما أو لدفع إيران إلى التمهل في خطواتها واستشعار المزيد من الخطر.
وكان نتنياهو قد ربط في خطابه بين إيران والجولة الأخيرة من القتال في قطاع غزة، معتبرا أن إيران هي «العنصر المهيمن الذي يحرك الأحداث في غزة». وقال «تخيلوا ما يمكن أن يحدث إذا منحت إيران مظلة للمنظمات الإرهابية وكانت هذه المظلة مسلحة بقنبلة نووية».
أما الموقع الالكتروني لـ«يديعوت أحرونوت» فنقل شكوى وزراء أعضاء في هيئة الثمانية والمجلس الوزاري المصغر يحتجون فيها على عدم قيام نتنياهو بالتشاور معهم في الشأن الإيراني. وقال الموقع إن نتنياهو وباراك لم يعقدا أي اجتماع لهيئة الثمانية منذ عودة الأول من زيارته للعاصمة الأميركية. كما أنهما لم يناقشا الوزراء حتى في التطورات الأخيرة على جبهة قطاع غزة والمواقف التي اتخذت هناك.
وقال وزير في المجلس الوزاري المصغر لـ«يديعوت» إن «قسما من الوزراء يشعرون بأنهم ليسوا سوى خاتم مطاطي، فلم يتحدث أحد إلينا بشأن ما جرى في غزة. وعلى ما يبدو فإن نتنياهو يشعر بأنه واثق جدا من وضعه لدرجة أنه يظن أن في وسعه اتخاذ كل القرارات وحده، أو بالشراكة مع باراك، من دون إشراك الوزراء الآخرين».
وأشارت «يديعوت» إلى غضب وزراء هيئة الثمانية على عدم مشاورتهم في القرارات المتعلقة بالتصعيد في غزة. وقال مصدر مطلع على ما يجري في هذه الهيئة الحساسة إن «قسما من الوزراء ربما رأوا رئيس الحكومة على انفراد، لكن كل قيمة هذه الهيئة تكمن في كونها هيئة تشاورية وهي فقدت قوتها في ظل عدم انعقادها». وأضاف «لا ينبغي سؤال الوزراء عن رأيهم في ما جرى في غزة، لأنهم ببساطة لا يعرفون. نتنياهو وباراك يتخذان القرارات وحدهما، ولذلك ينبغي سؤالهما عما جرى».
وشدد هؤلاء الوزراء على أن المشاورات شبه معدومة في الموضوع الأمني الأشد حساسية وهو الموضوع النووي الإيراني. وبحسب كلامهم فإن نتنياهو تجنب عقد اجتماع لهيئة الثمانية قبل سفره إلى واشنطن ولم يبحث مع وزرائه في الاستراتيجية الواجب على اسرائيل انتهاجها. وروى أحد الوزراء أن «أي نقاش لم يتم بهذا الشأن».
في هذا الوقت (رويترز)، نفت الولايات المتحدة تقريراً إعلامياً روسياً عن أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون طلبت من روسيا نقل تحذير لإيران بأنها تواجه «الفرصة الأخيرة» لحل دبلوماسي للأزمة الخاصة ببرنامجها النووي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، ردا على سؤال عن تقرير في صحيفة «كومرسانت» الروسية أول أمس إن «الوزيرة لم ترسل تحذيرا للإيرانيين عبر وزير الخارجية (الروسي سيرغي) لافروف».
ولدى سؤالها عما إذا كانت كلينتون قد استخدمت كلمة «أخيرة» في المحادثات مع لافروف، يوم الاثنين الماضي، ردت نولاند قائلة «لم تستخدم هذا التعبير في اجتماعها».
ونقلت الصحيفة الروسية التي تتمتع بمصادر جيدة عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن الولايات المتحدة طلبت من روسيا تحذير القيادة الإيرانية من أن المحادثات المقبلة مع القوى العالمية الست بشأن برنامجها النووي ستكون «الفرصة الأخيرة» لطهران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش انه لا يمكنه أن يؤكد أو ينفي المعلومات التي نشرت في «كومرسانت».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...