«غوغل» تضع علامات على «سمعة» المستخدمين
السمعة سيف ذو حدين، قد تجعل منك نجماً يدلل عليه الناس، أو حجراً يركلونه.. منا من سيدفع قريباً ضريبة ما اقترفه في حياته الافتراضية، ومنا من سيقبض ثمن ما فعله!
قريباً ستُحكِم شركة «غوغل»، صاحبة المحرك الإلكتروني الأشهر في العالم، ومعها شركاؤها، سيطرتها على سمعتنا. احبسوا أنفاسكم.. أو ربما تنفسوا الصعداء.
فبعدما كانت السمعة «وحدة نوعية لقياس سلوكنا»، فإنها مع «غوغل» ستصبح «وحدة كمّية»، إذ سيُمنح كل واحد منا «علامة بالأرقام، لسمعته».
وتقوم شركات مثل «بير اندكــس» أو «مؤشر النظراء»، و«تويتالايزر» بمعنى «تحليل تويتر»، و«بوسترانك» أو «مكانة التعليق»، وهي جميعها شركات اشترتها «غوغل»، بتحلــيل نشاطنا الافتراضي، على الانترنت، لتقييم «الرأسمال الاجتماعي» لكل واحد منا. بعبارة صريحة، ذلك يعني دراسة «نفوذنا الافتراضي»، أي مع كم من الأشخاص نتواصل؟ وكم، من بين هؤلاء يتصرفون بناء على ما نقول؟ وتقييم ما إذا كنا من النوع «الواعظ.. أو مجرد مزهرية»!
لكل شركة أسلوبها في تقييم «سمعتنا الافتراضية». موقع «تويتر» يضع لكل مستخدم «علامة» تستند الى صيغة «من تتبع» الواردة في الموقع، أما «كلاوت» فتراقب سلوكنا في عدد من الخدمات الالكترونية بما في ذلك «فايسبوك»، عبر مراقبة التعليقات والتعليقات الرئيسية أو post وعدد نقرات «like» التي قمنا بها. أما «لينكد ان» فتراقب تعليقاتنا، وكذلك تفعل خدمة «غوغل بلاس».
بعدها، تقوم هذه الشركات باختصار نشاطنا الافتراضي بعلامة تتراوح بين واحد ومئة. كلما زادت العلامة كنا أكثر نفوذاً. «الأعلى سمعة»، يمنحون إطاراً ذهبياً حول رقمهم. أما من سجّلوا أدنى العلامات فعليهم أن يبذلوا جهوداً «افتراضية» أكبر.
حتى الآن، قامت «غوغل» بتوزيع علاماتها على أكثر من مئة مليون شخص افتراضي، بمعنى ناشط أو كسول على الشبكة العنكبوتية.
ليست لعبة أو مجرد خدعة أخرى لجر أقدامنا الى الشبكة، فـ«السمعة الافتراضية» ستقرر مصائرنا على ما يبدو.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن اوين تريب، وهو أحد مؤسسي «ريبوتايشون دوت كوم»، (وريبوتايشون تعني سمعة)، أن «العلامة على السمعة ستُستخدم حينما يكون أحدهـم في صــدد اتــخاذ قرار بشأنك»، كأن يقرر مصرفي منحك قرضاً سكنياً حين يعلم، بناء على سمعتك الافتراضية، أنك شخص ناشط اجتماعياً، أو كأن يقرر رب عمل طردك حين يعلم، بناء على سمعتك الافتراضية، أنك شخص عابث لا مسؤول!!
لكن «ريبوتايشون» ستقوم بكل ما يتطلّبه الأمر لتساعدنا على تحسين «سمعتنا»، حيث ستقوم بحذف التعليقات السلبية، وإزالة معلوماتنا الشخصية عن المواقع الإلكترونية.
جنان جمعاوي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد