«المقصلة» الأردوغانية تصطاد العلماء
بعد أكثر من 60 ألف معتقل ومصروف من العمل، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز الماضي، امتدت «المقصلة» الأردوغانية، أمس، إلى هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك)، حيث تمّ اعتقال عدد كبير من العلماء، لم يُعرف عددهم بعد.
وبعدما أعرب العديد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي عن قلقهم حول حملة «التطهير» التي انتهجتها أنقرة بُعيد الانقلاب، يُعتبر الأمين العام لمجلس أوروبا ثوربيورن ياغلاند، أول مسؤول أوروبي يُبرر لأنقرة حملتها تلك.
وتأتي تصريحات ياغلاند فيما طلب الرئيس رجب طيب اردوغان، في «اعتذار نادر»، من الشعب التركي مسامحته على إقامته تحالفاً مع الداعية الإسلامي فتح الله غولن في السنوات الأولى من حياته المهنية.
وأعلن تلفزيون «إن تي في» أن الشرطة التركية اقتحمت مكاتب «توبيتاك» في إطار التحقيقات مع أتباع غولن الذي تتّهمه أنقرة بالانقلاب، حيث جرى اعتقال عدد كبير خلال مداهمة مكاتب الهيئة في إقليم قوجه إيلي شمال غرب تركيا. ولم يذكر التلفزيون مزيداً من التفاصيل. وتُموّل «توبيتاك»، بحسب موقعها على الإنترنت، مشاريع البحث العلمي في الجامعات والقطاع الخاص ويعمل فيها أكثر من 1500 باحث.
تبرير أوروبي
وبعد لقاء جمعه في أنقرة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال ياغلاند: «لا فهم كافيا في أوروبا للتحديات التي تُواجهها تركيا... وبالتالي نرى أن هناك حاجة لتطهير كل هذا»، في إشارة إلى أنصار غولن.
وفي الوقت نفسه، أشار ياغلاند إلى أهمية أن تنسجم جميع الخطوات مع «حكم القانون ومعايير الاتفاقية الأوروبية لحقوق الانسان».
بدوره، قال جاويش أوغلو: «لم نتنازل مُطلقاً عن فهمنا للديموقراطية ولن نتنازل أبداً»، وأمل، في تغريدة على موقع «تويتر» أن يُشكّل تضامن مجلس أوروبا مع تركيا «قدوة لأصدقائنا الأوروبيين الآخرين». وقال «يجب أن تُدرك أوروبا كيف تبتعد عن قيمها عندما تستبعد تركيا».
اعتذار
وفيما توعّد اردوغان بمواصلة حملة التطهير، إلا أنه اعتذر للأتراك لعجزه في السابق عن «كشف الوجه الحقيقي» لغولن، معتبراً أن «زمن الشك ولّى، وبدأت مرحلة النضال».
وفي نبرة تواضع غير معهودة، قال اردوغان: «لقد ساعدت شخصياً هذه المجموعة على الرغم من الخلافات معها حول مسائل كثيرة، لظني أن الاتفاق ممكن استناداً إلى أقلّ نقطة توافق (...) تساهلنا معهم لأنهم كانوا يقولون الله».
وفي إشارة رمزية إلى استعادته السيطرة على الجيش، زار اردوغان، أمس، مقر هيئة الأركان للمرة الأولى منذ المحاولة الانقلابية، حيث رجّح إقرار تعيينات جديدة، خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، في قوات الأمن التي أصبحت خاضعة بالكامل لسلطة الحكومة.
خطة بديلة
وبعد التهديد التركي بإنهاء الاتفاق الأوروبي حول تدفّق اللاجئين، دعا وزير خارجية النمسا سبياستيان كورتس، أمس، إلى إيجاد بديل لاتفاقية اللجوء بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وقال كورتس، في تصريحات نشرتها مجلة «شبيغل» الألمانية: «لا يُمكننا الجلوس والأمل في أن تلتزم تركيا بالاتفاق. يجب ألا نخضع لأنقرة، وعلينا الدفاع عن مبادئنا الأساسية»، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى خفر سواحل وحرس حدود حقيقي في البداية من أجل تحقيق ذلك.
ويعتمد الاتحاد الأوروبي بقوّة على تركيا لتنفيذ الاتفاق الذي خفّض إلى حدّ كبير أعداد المهاجرين واللاجئين المتوجّهين من شواطئها إلى اليونان التي كانت تُكافح للتعامل مع الأمر وسط أزمة مالية طاحنة.
وبعدما أرسلت أنقرة طلباً ثانياً للمطالبة باستعادة غولن، زار وفد من لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي، واشنطن، لبحث المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، والتطوّرات التي أعقبتها، ومسألة تسليم الداعية الإسلامي.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد