«اللوكيميا» يصيب 300 طفل بسبب زواج الأقارب بالرقة
ما زال الكثير من العائلات يعيش حالة من الجهل الذي ينعكس سلبا على حياة المجتمع وعلى هذه العائلات وكذلك على جيل المستقبل من خلال نقل وتوسيع الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى شل المجتمع وفقدانه عناصر شابة إضافة إلى خسارة المئات من ملايين الليرات السورية لتقديم العلاج غير الشافي لآلاف الحالات الناتجة عن الزواج الخاطئ وهناك خطورة واضحة لهذه المسألة نرصدها في محافظة الرقة نتيجة انتشار مرض (اللوكيميا) وهو انحلال الدم المتوسطي الذي يصيب أكثر من 300 طفل في مرحلة معينة نتيجة زواج الأقارب بشكل أساسي ويكون الوالدان حاملين لهذا المرض علماً أن حمل أحد الطرفين لهذا المرض لا يؤثر بشكل نهائي في المواليد. رئيس مركز فحص ما قبل الزواج الدكتور غياث الحمود نبه خلال حديثه إلى خطورة عدم إجراء فحص ما قبل الزواج والآن تم إحداث مركز لفحص المقبلين على الزواج ويتضمن التعرف إلى حياة كل شخص راغب في الزواج وكذلك إجراء الفحص السريري والفحص المخبري وهو الأهم ويتضمن (زمرة الدم- تعداد كريات الدم- العوامل الفيروسية- شذرات الخضاب- التحري عن التلاسيميا) وفي ضوء نتائج التحليل يتم إعطاء تقرير لطالب الفحص إذا كان خالياً من الأمراض أما إذا كان حاملاً للمرض فيتم إحالته للعلاج وإعطاء اللقاح. وإذا كان طالب الزواج مريضاً نقدم توصية بعدم الزواج لكن للأسف القانون لا يمنع الزواج ويجب على الجهات المعنية إصدار تشريع يمنع عقد الزواج بين حاملي الأمراض الوراثية التي يمكن أن تنتقل للأطفال والآن وبكل الأحوال لا يتم إعطاء تقرير إذا ثبت وجود مرض سار أو فيروسي ومعظم حالات الزواج في ريف المحافظة تتم من خلال تثبيت الزواج بعد مدة من الزواج الفعلي وفي هذه الحالة لا يحتاج الزوجان إلى تقرير طبي وهذه الحالات تشكل 5% من حالات الزواج التي تصل تقريباً في الرقة إلى 4000 حالة زواج منها 2000 حالة هي تثبيت زواج وهذه الحالات لا يتم فحصها مطلقاً. وفي مركز فحص ما قبل الزواج التقينا الشاب (علي) الذي قال: أعتقد أن فحص ما قبل الزواج أكثر من ضروري لأنه يتعلق بالأطفال الذين سيولدون ومن ثم ليس من حق الوالدين مهما كانت علاقة الحب بينهما أن يستمرا في مشروع الزواج في حال وجود مانع طبي وأنا في المركز لهذه الغاية ولن أستمر في الخطبة والزواج إذا ظهر خطر من هذا الزواج. مريم قالت: أنا مقتنعة تماماً بموضوع فحص ما قبل الزواج وعلى الرغم من صعوبة قرار فك الارتباط بيني وبين خطيبي لكن هذا القرار أفضل من الاستمرار في الزواج في حال وجود مانع لأننا سندفع الثمن طول حياتنا وستتحول حياتنا وحياة أطفالنا إلى جحيم. الحاج خلف والد إحدى الفتيات من ريف المحافظة حضر إلى المركز لإجراء الفحص لابنته قال: الحمد لله أنه تم إنشاء هذا المركز الذي أتاح الفرصة لكل مقبل على الزواج لإجراء الفحص المطلوب ومن ثم لا مبرر لأحد الاستمرار في زواج ينتج عنه عائلة مريضة تشكل خلية ضعيفة في المجتمع وتصبح هماً على من حولها.
محمود الصالح
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد