«التلي» يسعى لإعادة إنتاج «النصرة» شمالاً
بالتزامن مع الخسارات التي تمنى بها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الجديدة لجبهة النصرة الإرهابية، أطلق أبو مالك التلي، القيادي ذو الولاء القاعدي في «الهيئة»، والمنشق عن قائدها «أبو محمد الجولاني»، حملة تهدف إلى تدريب مسلحين وتخريجهم للقتال، وسط أنباء عن «إمكانية تشكيل «التلي» لما يسمى «جيش الشام في الشمال»، بدعم من تنظيم «القاعدة».
وأطلق التلي، عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي حملة تحت مسمى «قاتلوهم» تهدف إلى تدريب مسلحين وتخريجهم للقتال، بحسب بيان الحملة.
ونشرت حسابات مقربة من «الهيئة» التي تعتبر الواجهة الجديدة لجبهة النصرة الإرهابية، أمس، أرقاما كي يتم تواصل الراغبين بالانضمام إلى الحملة، داعية تلك الحسابات الالكترونية الجميع إلى ما وصفته بـ«اللحاق بركب الجهاد».
وتهدف الحملة بحسب ما ورد في البيان الذي أصدره الإرهابي التلي، إلى «تدريب وإخراج ألف مجاهد للجهاد في سبيل اللـه تعالى، والالتحاق بثغور العز والكرامة، دفاعًا عن الدين والعرض والنفس والمال»، بحسب الإعلان المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت الحسابات إلى أن الحملة تحت إشراف، «أبو مالك التلي»، لكنها لم توضح أهداف الحملة، والجهة التي سيتبعها المسلحون المنضمون إليها بعد تدريبهم.
ويأتي ذلك بعد أنباء تداولتها مواقع إعلامية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن «إمكانية تشكيل أبو مالك جيش الشام في الشمال»، بعد انشقاقه عن الجولاني، كما يأتي ذلك بعد إصدار القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» بيانا، الأسبوع الماضي، تضمن تأكيدًا ضمنيًا على انتشار عناصره في سورية، لأول مرة منذ إعلان فك «جبهة النصرة»، التي انطوت ضمن «الهيئة» باسم «فتح الشام»، ارتباطها به.
ويعتبر جمال زينية، الملقب بـ«أبو مالك التلي»، أحد أبرز القياديين في «تحرير الشام»، وشغل أمير «جبهة النصرة» في القلمون الغربي، إلى أن انتقل إلى محافظة إدلب، بموجب الاتفاق الأخير بين الجيش العربي السوري والقوات الرديفة من جهة و«هيئة تحرير الشام» من جهة أخرى، في آب الماضي، بعد أن انهزمت «الهيئة» في القلمون وحوصرت ولم يبق أمامها من خيار سوى الموت أو الموافقة على الخروج.
ويرى مراقبون أن مسعى تنظيم القاعدة الإرهابي إلى تشكيل هكذا تنظيم إرهابي جديد في سورية يأتي في ظل الخلافات السابقة والمستمرة في صفوف «النصرة» بين إرهابييها القاعديين والإرهابيين الآخرين، وربما جاءت دعوة التلي في هذا التوقيت بالذات لاستغلال الانهيارات التي يمر بها التنظيم في معقله الرئيس بإدلب وحماة في ظل التقدم المتسارع للجيش العربي السوري.
ورأى المراقبون أنه مع تقدم الجيش باتت «النصرة» تستحضر مصيرها المشابه لشقيقتها تنظيم داعش الإرهابي الذي تم اجتثاثه من معقله الأساس مدينة الرقة في وقت سابق العام الماضي، لكن إلى اليوم لا يوجد أي وجهة جديدة لإرهابيي النصرة على غرار ما تم من نقل الدواعش إلى بلدان أخرى.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد