«الاحباط السياسي» يدفع اللبنانيين إلى عمليات التجميل بقروض بنكية
بات بإمكان اللبنانيين الاقتراض لتجميل الانف او تكبير الثديين وازلة ترهلات البطن وتكبير الخدود والشفتين وكل انواع عمليات التجميل وذلك عبر قرض يقدمه بنك لبناني، بعد الإقبال الذي شهدته هذه العمليات بسبب حالة الإحباط السياسي في البلاد، بحسب نتائج الحملة التي قادها أحد البنوك في هذا الإطار.
ويلبي "قرض التجميل" الذي أطلقه "فرست ناشيونال بنك" الطلب المتزايد لاناس يتوافدون بكثرة على عيادات التجميل للبحث عن طرق لتحسين مظهرهم من الرجال والنساء على حد سواء.
ويقدم البنك من ألف الى خمسة الاف دولار لتغطية "كل عملياتك التجميلية وتقويم الاسنان" كما جاء في اعلان على موقعه الالكتروني. ويضيف الاعلان "اليوم باستطاعك ان تكون لديك الحياة التي كنت دائما تريدها."
وقال جورج نصر مدير التسويق في البنك "راجعنا بعض الدراسات والاحصائيات التي تظهر أن هناك زيادة هائلة في العمليات الجراحية التجميلة وتوابعها التجميلية. كما ان التطور الذي حصل في عالم التجميل فتح افاقا كبيرة في هذا المجال وصارت الناس مهتمة جدا بهذا الموضوع."
واضاف "وجدنا ان هناك اهتماما من العنصر الذكوري وهذا الامر لمسناه خلال الحملة وان التجاوب كان 68 بالمئة من النساء و32 بالمئة من الرجال وبالتالي هو ليس موضوعا نسائيا بحت."
واوضح نصر ان "الزبائن المهتمة تنقسم الى عدة انواع. اولا هم الاشخاص الذين تعرضوا لحادث سيارة... او الذين تشوهوا بالحرب اللبنانية التي اندلعت على مدى 15 عاما وانتهت في العام 1990... والفئة الثالثة هم الاشخاص الذين ليس لديهم اي تشوه ولكنهم يحاولون تحسين مظهرهم ليتحسن شعورهم واحساسهم بذاتهم اكثر." واشار الى ان البنك تلقى منذ اطلاق الحملة قبل اقل من اسبوع نحو 200 اتصال يوميا حول القرض مشيرا الى انه لم يتوقع هذا الاقبال الكبير.
وقال نصر "حصلت ردة الفعل نتيجة ان البلد يمر باحباط سياسي اجتماعي اقتصادي. الناس متعبة نفسيا واينما ذهبنا نجد ان الناس يتحدثون بالسياسة وينقسمون سياسيا وجاء هذا الموضوع... ليخفف من هموم الناس... وانقسمت الناس بين مع وضد."
ويعيش اللبنانيون وسط انقسام سياسي منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي بين مؤيد للحكومة المدعومة من الغرب والمعارضة التي تضم حزب الله وحركة امل والزعيم المسيحي ميشال عون.
وتنتشر اللوحات الاعلانية للبنك التي تحمل صورة وجه فتاة جميلة على الطرقات الرئيسية في كل المناطق اللبنانية ويقول نصر "اخذنا الف لوحة من اصل 20 الف لوحة ومع ذلك فان الالف لوحة وصلت الى الناس واحدثت هذا الاقبال وهذا الجدل."
ووصف نصر المجتمع اللبناني قائلا "نحب ان نكون باحسن مظهر... هذا من تقاليدنا... من عادتنا... من تربيتنا ان نكون مرتبين دائما. لسنا مثل المجتمعات الاخرى التي لا تهتم بنفسها." وقال "هناك اناس يجدون ان هذا القرض هو خشبة خلاص لهم."
ويقول جراحو التجميل ان عدد مرضاهم زاد نتيجة التفاعل مع هذا القرض وخصوصا قبل فصل الصيف. وقال الدكتور هرتش سغبزاريان "الطلبات زادت فور قراءة اللوحات الاعلانية وحتى لو كان المبلغ كبيرا فلم يعد هناك مشكلة لدى الزبون لانه سيدفع بالتقسيط ولا يشعر به."
ومضى يقول "من المؤكد اننا نشجع هذا الامر لان البنك يدفع لنا المبلغ وهم يقسطونه على مهل" موضحا انه بعد الحرب في الصيف الماضي بين اسرائيل وحزب الله "خفت عمليات التجميل ولكن الان مع هذه القروض اصبحنا نجد ان اللبنانيين يحبون هذا الامر ولكن لم يكن لديهم الامكانية لذلك."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد