«أنـا فتـاة مـن بغـداد» لسـت كغيـري مـن العراقيـات
تتشح بالسواد لكن ليس على طريقة العراقيات. هل هي ثائرة، أم خارجة عن السائد؟ هي مراهقة عراقية تبنت ثقافة «الإمو» المتحدرة من القوطية، لكن مع بريق حياة وألوان.
بان فتاة عراقية عمرها 15 عاما، تعيش مع عائلتها في النجف، كسرت القيود وظهرت إلى العلن، بظلال الجفون السوداء، وطلاء الأظافر الأسود، والسلاسل تتدلى من رقبتها. رسمت على حذائها جمجمة وعلى الآخر ملاكا، وتعتبر أن الثقافة التي تتبعها هي «ازدواجية أن يكون المرء مرحا وضجرا من الحياة في آن».
ترى بان أن كل شيء كان على أحسن حاله في بغداد، إلى أن اندلعت الحرب الأهلية، واضطرت وعائلتها إلى المغادرة إلى حي «الدورة»، لأنهم علموا أن والدها كان على قائمة المطلوبين بسبب اختلاف مذهبه عن المذهب المسيطر هناك، واستقروا في النجف التي كانت بنظرهم أقل ألفة من بغداد.
في البداية، كان أصدقاؤها في المدرسة يضايقونها، ويتهامسون «إنها فتاة بغداد». لا تشبههم، ولا تلبس مثلهم، أجبرتها معلمتها على لبس الحجاب، ثم العباءة. بان ترفض القيود، تستنكر: «كل شيء ممنوع».
وعندما كانت مكتئبة، راحت تبحث على الإنترنت عن أغان تعبر فيها عن نفسها، فمالت إلى نوع الـ»إمو»، وأصبحت تستمع إلى «إفانسنس» و»إيمي لي»، وكانت كلما قرأت كلمات أغنياتها، شعرت أنها تنتمي لتلك الثقافة أكثر، وتبعتها عندما أكد لها قريبها أن الأمر لا ريب فيه.
تسمي بان نفسها «الفتاة الإمو الأولى في النجف»، وتروّج لهذا النوع من الثقافة في مدرستها، وتقول «أنا فتاة من بغداد... ينظر لي أصدقائي بإعجاب!». بالفعل تتبعها صديقاتها، مع أنهن هزئن من الجماجم والملائكة على حذائها في البداية. هي فتاة رحّلت من منزلها، تحب الحياة والموسيقى، «نريد أن نعبر عن أنفسنا وأن نتحرر من قيود الحياة... أنا أعلم أن عمري 15 سنة، لكن المطلوب مني أكبر بكثير».
المصدر: السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد