ترامب يشعل كراكاس: نذر حرب أهلية
لم يصمد الحلم «الوحدوي» اللاتيني أكثر من عقد ونصف عقد. فالحرب الناعمة انتقت أهدافها بعناية ودقة؛ إذ رعت واشنطن بإداراتها المتعاقبة الانقلابات الدستورية حيث استطاعت. أسقطت رئاسة القسّ فرناندو لوغو في الباراغواي عام 2011، ثم قادت عزل الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف عام 2015، وتسلّلت إلى الأرجنتين بالتأثير الاقتصادي والإعلامي. لكن فنزويلا التي ظلّت عصية على اختراق بنيتها السياسية والاجتماعية كانت ثمة حسابات أخرى إزاءها، فبدأت اللعبة بسياسات الحصار والتجويع، واستمرّت عبر إشاعة الفوضى والانقسام الداخلي، ولم تنتهِ بالتلويح بالخيارات العسكرية لإسقاط آخر قلاع اليسار في أميركا الجنوبية.