غزة

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن 71 فلسطينيا استشهدوا منذ بداية تشرين الأول الجاري بينما أصيب أكثر من 2130 آخرين بالرصاص الحي والمطاطي والحروق والكسور نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي بالضفة الغربية وقطاع غزة.

تواصلت الهبَّة الشعبية الفلسطينية، وخصوصاً عمليات الطعن في عدة مواضع، برغم اشتداد الأمطار في الأراضي المحتلة. وسقط شهيدان جديدان برصاص قوات الاحتلال في الخليل جنوب الضفة الغربية.

لأسباب كثيرة يتعلق بعضها بحجم الضغط الدولي والخشية من عواقب استمرار الهبّة الشعبية في فلسطين وتصاعدها، توحي القيادة الإسرائيلية باستعداد لم يكن متوافراً سابقاً لإبداء مرونة، ولو شكلية، في العودة إلى طاولة المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

يوماً بعد يوم، تزيد الهبّة الشعبية في فلسطين من مأزق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدأ خطابه التصعيدي يبلغ مستوى هستيريا، كان من تجلياته، يوم أمس، استخدام تعابير «داعشية» من قبيل «سنحيا للأبد بالسيف»، وإطلاق تهديدات وهمية، من بينها الحديث عن تطوير تطبيق على الهواتف الخلوية لمستوطنيه تسمح بقمع الفلسطينيين بـ «كبسة زر»، والتلويح بإجراءات عقابية جديدة إضافية ضد المقدسيين.

تقترب الهبّة الشعبية الفلسطينية من نهاية شهرها الأول من دون أن يتراجع زخمها، برغم تكثيف إسرائيل جهودها القمعية العسكرية والأمنية والقانونية.
وساهم تطور الهبّة الشعبية في اندفاع العديد من الجهات الدولية لإيجاد مخارج تحول دون استمرار الهبّة ولمنع تحولها إلى انتفاضة تفجر الواقع القائم، ليس فقط في الحرم القدسي وإنما في الأرض المحتلة بأسرها.

قُتل ضابط برتبة ملازم أول ومُجنّد وجُرح تسعة مجندين، اليوم السبت، في انفجار استهدف مدرّعة للشرطة في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.
وقال مصدر أمني إن مصابي الهجوم الذي وقع اليوم نُقلوا إلى المستشفى العسكري في العريش للعلاج.

على وقع هتافات «الموت لآل سعود» التي أطلقها المحتشدون في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، وضع الامين العام لحزب الله امس عنواناً للمعركة الدائرة في المشرق حالياً. بالنسبة إليه، العدو هو الإدارة الأميركية.

دخلت الهبَّة الشعبيَّة الفلسطينية أسبوعها الرابع من دون أن تظهر في الأفق أيّ آثار حقيقية لإجراءات إسرائيل القمعية والاحترازية على حدٍّ سواء. وتواصلت عمليّات الطعن وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة في أكثر من مكان، إذ بدَّدت ما حاول رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو خلقه من ردع وتخويف الفلسطينيين بهدم البيوت وإغلاق الأحياء وتشديد العقوبات.

 سارعت وزيرة القضاء الإسرائيلية المتطرفة، أييليت شاكيد، إلى تنفيذ سياسات رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، بالإعلان أن وزارتها شرعت في إجراءات سحب الجنسية أو حق الإقامة الدائمة من منفذي العمليات ضد العدو وعائلاتهم، وفوق ذلك مصادرة أملاك منفذي العمليات وهدم منازلهم. هذه الإجراءات التي يجري تطبيقها بأثر رجعي في كل من الضفة المحتلة والقدس وأراضي الـ48 ليست إلا تجلياً واضحاً لمنهج الانتقام الذي تحكمه العقلية الصهيونية.