غزة

رغم أننا أمة النكبات والنكسات الاحتلال والاجتياحات والحصارات.. إلا أن أرشيفنا الإعلامي المرئي والمسموع مما يعرف بالإعلام المقاوم أو الحماسي الذي من المفترض أن يواكب أوجاع الأمة وهزائمها ويؤرخ لها يبدو الأكثر فقراً. وباستثناء عدد من القنوات والإذاعات التي تتبنى صفة »الإعلام المقاوم«،

ـ 1 ـ قد يتعذر عليّ اطلاق العنان لقلمي، في مثل الظروف الاستثنائية الداكنة التي نعيشها اليوم، ونحن نشاهد مظاهر العهر السياسي والأخلاقي التي يجابه بها المجتمع الدولي «المتحضر» ما يجري في غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتجويع ومحاصرة.

دعا الرئيس بشار الأسد، أمس، إلى حشد التأييد الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وفتح المعابر، مشدداً على أنه لا يمكن الحديث عن السلام في ظل المجازر التي ترتكبها إسرائيل، فيما استبعد وزير الخارجية وليد المعلم أن تلجأ إسرائيل الى توسيع رقعة الحرب لتشمل سوريا ولبنان، مشيراً إلى وجود جهود سورية وفرنسية وتركية وقطرية لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع.

أعلنت وزارة الخارجية المصرية أمس أنها استدعت السفير الإسرائيلي في القاهرة لتطلب من إسرائيل احترام بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 حول غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة حسام زكي في بيان إن السفير شلومو كوهين تبلغ بأن عليه «الاستجابة للدعوات التي تطالب بفتح ممرات إنسانية» إلى غزة.

دفعت إسرائيل بقوات الاحتياط ليقاتلوا إلى جانب الوحدات النظامية العاملة في معارك قطاع غزة، في محاولة لتشديد الضغط على المقاومة الفلسطينية التي تتصدى لهجوم بدأ منذ 17 يوما وذهب ضحيته نحو 900 شهيد بينهم أطفال ونساء.

قال شهود عيان في سيناء امس، ان الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تهاجم غزة، تحلق فوق الأراضي المصرية خلال طلعاتها الهجومية في منطقة الحدود بين القطاع الفلسطيني ومصر، وذلك في وقت أصيب ثلاثة ضباط مصريين وطفلان بجروح بشظايا قنابل إسرائيلية عند معبر رفح من الجهة المصرية.

يتواصل تدفق المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة إلى مصر والأردن، في وقت لا يسمح فيه الإسرائيليون إلا بعبور القليل منها. وأفاد مصدر رسمي أردني بأن طائرة برازيلية محملة 14 طناً من المستلزمات الطبية والأدويّة والأغذية مساعدةً إنسانيّة لأهالي قطاع غزة، وصلت أمس إلى الأردن.

قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلي، تسيبي ليفني، إن  الهجوم الذي تشنه تل أبيب على حركة حماس في قطاع غزة "ليس مجرد نزاع عابر يمكن أن ينتهي باتفاق،" مضيفة أن الحركة "ستندم على اليوم الذي قررت فيه تكثيف القصف بالصواريخ معتقدة أن إسرائيل ستعتمد ضبط النفس."

يجد الأطباء الذين يتجرؤون في غزة على الخروج لإغاثة الجرحى وانتشال الأموات أنفسهم تحت نيران دبابات إسرائيلية في بعض الأحيان، وإذا ما وصلوا بعد أيام من الانتظار فقد يجدون الحيوانات تقضم أجساد الموتى والجرحى.