الهند تنشر اعترافات متهم بالهجمات وتخترق أجواء باكستان
قال المتحدث باسم سلاح الجو الباكستاني بأن طائرتين هنديتين حاولتا اختراق المجال الجوي لبلاده, فيما كشفت نيودلهي النقاب عما وصفته باعترافات مسلح ألقي القبض عليه بعد هجمات مومباي.
وقال سلاح الجو الباكستاني إن قواته أرغمت الطائرتين الهنديتين على العودة, مشيرا إلى أن انتهاكا وقع في كشمير وآخر في لاهور.
بدورها قالت وزيرة الإعلام الباكستانية شيري رحمن إن الهند أوضحت أن الانتهاك الجوي لم يكن متعمدا. وأضافت "قواتنا الجوية في حالة تأهب ومستعدة لمواجهة أي تطورات، لكننا لا نتوقع أن يحدث أي تصعيد في هذا الأمر".
أما في نيودلهي فقال متحدث باسم وزارة الدفاع إنه ليس لديه معلومات بشأن الانتهاك الجوي على باكستان.
في سياق آخر قالت الشرطة الهندية إن المسلح محمد أجمل كساب الذي اعتقلته بعد هجمات مومباي أوضح أن الهجمات التي وقعت في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كانت معدة أصلا في الـ27 من سبتمبر/أيلول الماضي, دون أن يوضح سبب التأخير.
وقالت الشرطة إن كساب اعترف أثناء عمليات استجوابه بأنه توجه مع شريكه إسماعيل خان إلى محطة القطار بسيارة أجرة, مضيفا "ذهبت مع إسماعيل إلى دورة المياه المشتركة وأخرجنا الأسلحة من الأكياس, وبعد خروجنا من الحمام بدأت في إطلاق النار عشوائيا باتجاه الركاب".
وأوضحت الشرطة الهندية أن كساب (21 عاما) اعترف بانتمائه إلى جماعة لشكر طيبة المحظورة وأنه كتب إلى القنصلية الباكستانية يطلب مساعدة قانونية.
من جهة أخرى رفضت إسلام آباد الاتهامات الهندية لها بأنها أصبحت "مركزا للإرهاب".
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في تصريحات في باريس إن القادة الهنود يبحثون عن "كبش فداء" لدوافع سياسية داخلية.
ودعا قريشي إلى النظر للمصلحة الكبرى بالمنطقة بعيدا عن التصرفات السياسية الضيقة.
وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن أصدقاء باكستان والهند والمسؤولين فيهما يلعبون دورا مهما في نزع فتيل الأزمة السياسية بعد هجمات مومباي، معبرا عن تأكيده بأن هذه المحاولات ستنجح إلا أن "التطبيع يحتاج إلى وقت".
واستبعد جيلاني أن توجه نيودلهي ضربة جوية ضد الجماعات المسلحة في الأراضي الباكستانية، معبرا عن اعتقاده بأن "الهند مسؤولة على حد سواء" وهي لن تقوم بمثل هذا التصرف، مؤكدا أنه "لا توجد مخاوف من شيء كهذا".
وجاءت تلك التصريحات الباكستانية بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ صعد فيها من الضغوط على إسلام أباد وأكد أن محاربة الإرهاب "واجب أخلاقي".
وقال سينغ في مؤتمر دولي عقد بنيودلهي "في منطقتنا يوجد هناك إدراك متزايد بأن الإرهاب والتطرف يمثلان تهديدا للديمقراطية والتنمية".
وأضاف أنه تبعا لذلك هناك "واجب أخلاقي يقع على عاتق الحكومات والسلطات في منطقتنا للتعامل (معه) بحزم وسرعة"، في إشارة واضحة منه إلى باكستان.
كما أثار وزير الخارجية الهندي برناب مخرجي الشكوك حول إعلان باكستان اعتقالها كلا من مؤسس لشكر طيبة رئيس جمعية الدعوة حافظ سعيد وزعيم حركة جيش محمد مولانا مسعود أزهر، وما إذا كانت هذه الإجراءات ستصل "إلى نهاية منطقية"، مشيرا إلى أن إسلام آباد اعتقلتهما عام 2002 ثم أطلقت سراحهما فيما بعد.
في سياق آخر تعهدت جماعة لشكر طيبة بالقتال ضد ما وصفته بالاحتلال الهندي غير المشروع لكشمير. ونفى المتحدث باسم لشكر طيبة عبد الله غزنوي أن تكون لجماعته أي صلة بحركة طالبان أو تنظيم القاعدة, متعهدا بمواصلة القتال "حتى تنال كشمير الحرية".
وأضاف غزنوي أن الهند "تحاول الإساءة لسمعة لشكر طيبة وجماعات المجاهدين الأخرى التي تقاتل في كشمير, لكنها لن تنجح لأن مواطني كشمير يقفون معنا".
وجاءت تلك التصريحات فيما ذكرت تقارير إخبارية أن شابا في العشرين قتل وأصيب ما لا يقل عن 13 شخصا بجراح -بينهم أربعة شرطيين- أثناء اشتباكات وقعت السبت بين متظاهرين مناوئين للانتخابات المحلية في كشمير وقوات الشرطة في بلدة بولواما (32 كلم جنوب سرينغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير).
وتجري الانتخابات على سبع مراحل، ويعد اقتراع اليوم في بلدتي بولواما وشوبيان الجولة الخامسة في هذه الانتخابات.