«تمرّد تونس» تحاكي التجربة المصرية
بعد نجاح التجربة المصرية، كبر الأمل لدى التونسيين، بتحقيق جزء مما تحقق في مصر التي أطاحت الرئيس المعزول محمد مرسي. وسارع الشباب التونسي المعارض إلى إطلاق «حركة تمرّد تونس» بهدف «إطاحة المجلس التأسيسي وتصحيح وتطهير الثورة».
وأطلقت الحركة حملة لجمع التواقيع، معلنة، أمس، أنها جمعت نحو 180 ألف توقيع خلال ثلاثة أيام، فهل سينجح رهان التونسيين على «تمردهم»؟
الحراك الشعبي الواسع في مصر، أنعش نفوس المعارضين لحكم الإسلاميين في تونس، وخصوصاً بالنسبة إلى تشابه الأحداث بين البلدين منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي وحسني مبارك في وقت متزامن تقريباً، ووصول الإسلاميين إلى الحكم في البلدين، واستحواذهما على مفاصل الدولة.
الاختلاف هنا يكمن بأن الجيش التونسي ليس لديه هذا التمايز في الموقف على الساحة السياسية كذلك الذي يتمتع به الجيش المصري.
وما أن أعلنت القوات المسلحة المصرية الإطاحة بمرسي، حتى تناقلت الصفحات التونسية على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي، والصفحات المعارضة خبر انهيار النظام الإسلامي في مصر، ورأت في ذلك بداية لانهيار مفهوم الإسلام السياسي، والذي تمثله في تونس «حركة النهضة».
وبانتظار ما ستظهره الأيام المقبلة، تطرح جملة من التساؤلات حول مدى استجابة «حركة النهضة» الحاكمة لمطالب الشارع في حال تم العمل على إسقاطها، وحول إمكانية بروز المؤسسة العسكرية التونسية في المشهد السياسي وإمكانية إمساكها بزمام السلطة.
لا شك أن أداء الأنظمة المنتخبة في دول «الربيع العربي» لم يكن على قدر تطلعات المواطنين، وهو ما تسبب في تراجع شعبية الأحزاب المنتخبة وفي تزايد نسبة معارضيها. في تونس، على سبيل المثال، فشلت الحكومة في تحسين الأوضاع السياسية، إضافة إلى عجزها في إيجاد حلول للأزمات الاقتصادية المتراكمة، ومنها تزايد المديونية وتفشي البطالة في صفوف الشباب.
في هذا السياق، يلخص المتحدث باسم «تمرّد» التونسية محمد بنور أهداف التحرك عبر قوله إن «الحركة مدنية شعبية وسلمية ومستقلة عن كل الأحزاب السياسية، وهي مستوحاة من تمرّد المصرية وتهدف إلى تصحيح وتطهير الثورة التي تمّت سرقتها والركوب عليها من الأحزاب المتواطئة وأحزاب الائتلاف الحاكم». وأضاف «أطلقنا حركة تمرّد تونس (كذلك) بهدف الإطاحة بالمجلس التأسيسي الذي هو بصدد صياغة دستور يهدف لإقامة دولة غير ديموقراطية».
وفي أول تعليق لها على حملة «تمرّد»، رفضت «حركة النهضة» ما حدث في مصر، واصفة إياه بـ«الانقلاب السافر». وأكدت في بيان أنّ «الشرعية في مصر واحدة ويمثلها الرئيس محمد مرسي دون سواه». كما دانت «مشاركة رموز دينية إسلامية ومسيحية في تبرير الانقلاب».
وقال زعيم «النهضة» راشد الغنوشي، في حديث صحافي، إن «بعض الشباب الحالم يمكن أن يظن أنه يستطيع أن ينقل ما يقع في مصر إلى تونس ولكن هذا إضاعة للجهود».
من جهة أخرى، دان حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، والذي يتزعمه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، «الانقلاب العسكري على المسار الديموقراطي في مصر».
نسرين حامدي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد