الأتراك يواصلون الاحتجاج وأوروبا تؤجّل مفاوضات «الانضمام»
في الوقت الذي توصلت فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي الى اتفاق مبدئي لفتح فصل جديد من مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد على أن تؤجل الى الخريف المقبل بسبب قمع السلطات التركية للمحتجين على سياسات الحكومة، يواصل الناشطون الأتراك تحركاتهم ضد الحكومة كل مساء بابتكار أشكال أخرى من التحرك في عشرات المواقع الخضراء في اسطنبول.
ففي حديقة عباس آغا في المدينة المطلة على بحر إيجة، يتجمع مئات الشبان وبعض المسنين كل ليلة منذ 10 أيام في باحة مسرح صغير أقيم في الهواء الطلق، ولساعات يستمعون باهتمام إلى الكلمات التي يلقيها عبر مكبرات للصوت الخطباء الذين يتعاقبون ويتطرقون الى كافة المواضيع، وخصوصاً عن آمالهم الكبيرة لتحرر المجتمع التركي من القيود المفروضة عليه.
وانتقلت العدوى الى الجامعات مثل جامعة «غلطة سراي»، حيث يناقش الطلاب والأساتذة والموظفون والمتخرجون السابقون منذ أيام مسألة تشكيل «مجلس جامعي» لتمثيلهم.
وفي لوكسمبورغ، أعلن متحدث باسم الرئاسة الايرلندية للاتحاد الاوروبي أن وزراء الشؤون الأوروبية في دول الاتحاد الاوروبي «أعطوا موافقتهم على فتح الفصل 22» المتعلق بالسياسة الإقليمية في إطار عملية المفاوضات.
لكنه أوضح أنه نظراً الى القمع الأخير للتظاهرات ضد الحكومة، فإن الاطلاق الرسمي للمفاوضات لن يحصل قبل الخريف. وتم التوصل أخيراً الى تسوية بين الوزراء الأوروبيين بعد اتصال هاتفي جديد بين وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي ونظيره التركي أحمد داوود أوغلو الذي رحّب بهذا الإعلان، بعد أيام من التوتر بين تركيا وألمانيا.
وقال داوود أوغلو «إن المسألة كانت لتشكل عقبة في العلاقات الأوروبية_التركية وقد تم تجاوزها.. وبالتالي فإن قطار تركيا_الاتحاد الاوروبي يمكن أن يتقدم بسرعة كبرى».
لكن وزارة الخارجية التركية وصفت هذا التطور بأنه «إجراء غير كاف لكنه يصب في الاتجاه الصحيح»، مضيفاً أن تركيا «مصممة» على إجراء المفاوضات التي بدأتها مع الكتلة الأوروبية حتى النهاية.
والمفاوضات التي أطلقت في عام 2005 تتقدم حتى الآن ببطء شديد، وتمّ إغلاق فصل واحد من أصل 35 فقط.
وتتعثر المفاوضات، خصوصاً حول مسألة قبرص التي لا تعترف بها أنقرة، ومعارضة عدة دول أوروبية لانضمام تركيا الدولة المسلمة التي تعدّ 76 مليون نسمة لكن نظامها علماني.
في غضون ذلك، قال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، في رسالة سلمت أول من أمس الى نواب أكراد زاروه في جزيرة إيمرالي (شمال غرب) حيث يمضي عقوبة بالسجن المؤبد، «في الوقت الحالي انتقلنا الى المرحلة الثانية (من المفاوضات مع أنقرة). عرضت على الدولة (التركية) خطياً اقتراحاتنا حول سبل المرحلة الثانية». وقال أوجلان إنه يريد مواصلة العملية الجارية حتى النهاية.
وتسمح المرحلة الثانية للحكومة بإجراء الإصلاحات اللازمة لزيادة حقوق الأكراد الذين يقدّر عددهم بـ12 إلى 15 مليوناً من أصل 76 مليون نسمة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد