وليد توفيق ضحيّة جديدة للقرصنة الإسرائيليّة
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ربما، التي يتعرّض فيها فنان عربي لسطو إسرائيلي. هذه المرة جاء دور المطرب اللبناني وليد توفيق الذي اكتشف أنّ أغنية «إنزل يا جميل عالساحة»، قرصنها المغني الإسرائيلي دورون ميران. هذا الأخير صوّرها على طريقة الفيديو كليب، وحمّلها على موقع «يوتيوب» منذ ثلاثة أشهر. واستولى ميران على حقوق اللحن الشهير الذي وضعه توفيق للأغنية، وأدّاها ضمن فيلم «من يطفئ النار» في العام 1982، والذي شارك في بطولته إلى جانب رغدة، وآثار الحكيم، وفريد شوقي. وغنّى المغنّي الإسرائيلي اللحن، وصوّره داخل حافلة نقل عام.
وكان توفيق قد جدّد مؤخراً الأغنية من خلال تصويرها ضمن فيديو كليب مع المخرج سعيد الماروق، باعتبارها واحدة من أشهر أغاني الثمانينيات، والتي ما زالت حتى الساعة تلقى إقبالاً كبيراً، ويتمّ إهداؤها في أعياد الميلاد.
تمّ بث فيديو الأغنية المسروقة على موقع «يوتيوب» في كانون الأول 2012، لكنّ توفيق لم يكتشف الأمر إلا مؤخراً. ودار سجال ضمن التعليقات حول هويّة الأغنية، وحاول المعلّقون العرب الدفاع عن توفيق، والمطالبة بمنع «يوتيوب» بثّ الأغنية لانتهاكها حقوق الملكيّة الفكريّة. «السفير» حاولت الاتصال بتوفيق لمعرفة الإجراءات التي سيتخذها، لكنّ الردّ تعذّر لوجود توفيق في جولة فنيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة.
محاولات السطو على الأغنيات العربيّة ليست جديدة على المغنين الإسرائيليين، ولم يكن توفيق أولى ضحاياها. وكانت قد استهلتها المطربة الإسرائيلية ساريت حداد، التي قدمت أشهر أغاني كوكب الشرق أم كلثوم مثل «أمل حياتي»، و«الأطلال»، و«إنت عمري»، وغيرها. وتحوّلت أغاني أم كلثوم إلى أغان رئيسية يقدّمها مطربون شعبيون في الحفلات والأفراح الإسرائيلية.
كذلك سرقت المغنية الإسرائيلية زهافا أغنية «إنت عمري» لأم كلثوم وأعادت غناءها، وتصويرها، بطريقة تظهر العرب بصورة متخلّفة، يعيشون في الصحارى ولم تصل إليهم يد الحضارة بعد، وكانت الفنانة قد غنّت من قبل أغنيتي «الحبّ كلّه» و«أمل حياتي» لأم كلثوم وحوّلتهما إلى اللغة العبرية. وكانت زهافا نفسها قد سرقت أغنية «عوّدوني» لعمرو دياب، ونسبتها لنفسها. حتّى أنّ إحدى الشركات الإسرائيليّة أطلقت قبل أيام ألبوماً يضمّ أنجح ما غناه «الهضبة» في السنوات الأخيرة، وطرحته في الأسواق الإسرائيلية.
وكان لعدد من الفنانين اللبنانيين حصة من القرصنة الإسرائيلية، حيث تعرضت أغنية ميريام فارس «اللي بيحصل» للسرقة، كذلك «نسيني الدنيا» لراغب علامة، و«عبالي حبيبي» لإليسا.
ولا يقتصر أمر «استنساخ» الأغاني العربيّة على سوق الأغاني الشعبيّة، بل وصل إلى برامج الهواة الإسرائيليّة، التي توّجت مواهب شابة اعتمدت الأغاني الشرقية للوصول إلى النهائيات! وأثار تسجيل فيديو يظهر طفلاً إسرائيلياً اسمه ميشال كوهين، يغنّي انت عمري، لأم كلثوم في أحد برامج اكتشاف المواهب في إسرائيل جدلاً واسعاً على الشبكة العنكبوتية. ويظهر أحد الأشرطة المنشورة على موقع «يوتيوب» أيضاً، وزير الخارجيّة الإسرائيلي الأسبق دايفد ليفي (من أصول مغربيّة)، يراقص ابنته في حفل زفافها، ويردد مع المطرب الذي أحيا الحفلة أغنية «جميل جمال» لفريد الأطرش.
وللتذكير، فإن عدداً كبيراً من الإسرائيليين، خصوصاً الـ«سفاراديم» الذين تعود أصول بعضهم إلى البلدان العربية، يستمعون إلى كلاسيكيات الغناء العربي، ويردّدون أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز. كما لا يتردّد موسيقيون إسرائيليون كثر في نسب بعض تلك الأغاني لأنفسهم، وغنائها بالعبريّة، ونشرها وتسويقها كإنتاج إسرائيلي.
زينة برجاوي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد