المجموعات السلفية المتطرفة في لبنان ومخطط إعلان الإمارة الإسلامية في الشمال
ترى أوساط طرابلسية أنّ وضع مدينة طرابلس المأزوم اليوم يشبه إلى حد بعيد ما جرى بعيد مأساة 1948، يوم فتحت الفيحاء ذراعيها لاستقبال النازحين الفلسطينيين، وأقيمت المخيمات لهم التي تحولت فيما بعد إلى مقر للجهاد والفداء ضد من احتل أرضهم، وانخرط الكثير من ابناء طرابلس في صفوف الفدائيين.
لكن التحرير لم يحصل فدخلت مدينة طرابلس في أتون شرارة الحرب اللبنانية نتيجة انتشار السلاح وعمت الفوضى ودخلت المدينة في حرب لم تنته إلا بعد أن قضت على الحجر والبشر.
اليوم يعيد التاريخ نفسه لكن تحت عناوين مختلفة، فبعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري شكل تيار المستقبل تنظيما عسكريا تحت عنوان "أفواج طرابلس" لكن هذا الفصيل انتهى غداة احداث 7 أيار حيث تقرر حله بسبب عجز هذا التنظيم المسلح عن الصمود ساعات في ذاك التاريخ.
بعد ذلك، بدأت تخرج دعوات من قبل بعض سياسيي الشمال ومشايخه إلى تسليح ما سُمّيَ بأهل السنة، وجرى دعم مجموعات سلفية متطرفة كانت تقضي معظم اوقاتها في قاعات المساجد فتم تمويلها وتسليحها فخرجت الى الشوارع والساحات فنجحت بخطاباتها الفتنوية باستقطاب شريحة واسعة من طرابلس خصوصا في الاحياء الشعبية.
في الوقت عينه، وصل الى طرابلس العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني عميد حمود، بعدما نجح في إقناع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بأنه سيعيد النظر في تشكيل الاجنحة العسكرية التي تم حلها واعدا ان يحقق ما عجز عنه غيره..
وبدأت ظاهرة السلاح تظهر في شوارع طرابلس بعد قيام حمود بتشكيل مجموعات في احياء واسواق المدينة وبداية تشكيل هذه الفصائل المسلحة كانت من اصحاب السوابق او المحازبين القدامى، وتم فتح مكاتب لهم ويشكلون القوة الثانية اليوم بعد السلفيين.
وتضم كل مجموعة تابعة لحمود بين عشرين وثلاثين عنصرا وابرز رؤساء المجموعات هم،
رامي العلي وتتألف مجموعته من عشرين عنصرا، وانحسر عددها اليوم بعد تخفيض ميزانيته ويقع مكتبه عند مدخل مدينة الميناء بالقرب من السنترال، وفي منطقة النجمة يتزعم شخص من ال مبسوط... مجموعة تضم حوالي 20 عنصرا، وفي طلعة الرفاعية مجموعة ابو عيسى وتعتبر مجموعته من أهم وأشرس المجموعات وتضم أكثر من خمسين عنصرا ويعود ذلك إلى تخصيص هذه المجموعة دون غيرها بميزانية تشكل اضعاف باقي المجموعات، وفي باب الرمل مجموعة محمد العويك. وهاتان المجموعتان (ابو عيسى والعويك) قامتا منذ فترة بتطويق مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل ان يتم تسليمه الى مخابرات الجيش واخلائه من جميع القوميين، وفي منطقة الخناق مجموعة معن برغشون، وفي ابي سمراء مجموعة كنعان ناجي وذلك بالتنسيق مع حمود.
وفي احياء القبة حيث يتوزع عدد من المجموعات تعتبر مجموعة احمد شيشو اهمها اضافة الى نظير البيرة في الشعراني. وفي ضهر المغر سامر حمزة ويشرف على مجموعة كبيرة.
وفي التبانة، مجموعات عديدة، منها مجموعة زياد علوكه في الحارة البرانية ومجموعة سعد المصري ومجموعة جولان طبوش ومجموعة عامر أريش في البداوي، ومجموعة ابو عمر السواح، لكن وصول حسام الصباغ وبما يتمتع به من خبرة عسكرية ونهج سلفي جهادي ادى الى توحيد هذه المجموعات تحت راية واحدة وبأمرة الصباغ الذي شكل المجموعة الاكثر عددا والاكثر تنظيما وتسليحا وتحول الى امير للمجموعات له تأثيره في التبانة وعلى مجموعات اخرى منتشرة في احياء عدة من طرابلس وتشير المعلومات الى ان الصباغ يخطط لاعلان الامارة الاسلامية لكن بتخطيط سري وبهدوء دون ضجيج.
اما مجموعة حمود فباتت الاضعف بين هذه المجموعات لكنه على تواصل وتنسيق مع الصباغ من منطلق مذهبي متطرف.
المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية
إضافة تعليق جديد