تزايد واتساع نطاق تظاهرات الاحتجاج ضد مسلحي حلب وجبهة النصرة تعتقل الشبان لترهيب السكان
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات ضد مسلحي حلب في الأحياء التي يتمركزون فيها ولا يكاد يمر يوم من دون خروج تظاهرة مطالبة برحيلهم بعد ازدياد معاناتهم الإنسانية بسبب ممارسات وتعديات الغرباء عن تقاليدهم ومجتمعهم المحلي عدا عن فقدان الأمن والاستقرار وهما أهم مقومات الحياة.
وبينما كانت التظاهرات تخرج بشكل جماعي في كل حي على حدة من دون تنسيق مع بقية الأحياء، اندفع شبان أربعة أحياء إلى الشوارع دفعة واحدة في يوم واحد في كل من الميسر وقاضي عسكر والمرجة والصالحين منددين «باختباء المرتزقة بين بيوتهم وفي شوارعهم على شكل حواجز تفتش المارة وتعمد إلى سرقة السكان عنوة، وهو ما زاد من حدة الحنق الموجود أصلاً في نفوسنا تجاههم»، حسب أحد سكان حي قاضي عسكر لـ«الوطن»، والذي أشار إلى نوع من التنسيق بين الأحياء لخروج تظاهرات في وقت واحد.
وأكد متظاهر من حي ميسر أن المسلحين أطلقوا النار بشكل مباشر على تجمعاتهم ما أدى إلى استشهاد اثنين من المتظاهرين «فزادت حدة الاحتجاجات من الأهالي ليضطر المسلحون ومعظمهم من (جبهة النصرة) التابعة لتنظيم القاعدة إلى نصب الحواجز والمتاريس ومهاجمة المنازل بحثاً عن المحرضين ضدهم وبلغت حصيلة المعتقلين الذين لم يعرف مصيرهم بعد نحو 50 شخصاً»، وفق قول أحد قاطني الحي والذي لفت إلى تهديدات تلقاها أهالي الشبان المعتقلين بتصفيتهم جسدياً ما لم تتوقف التظاهرات.
وخرجت تظاهرة أخرى في الحي ذاته بأعداد كبيرة على خلفية سقوط قذيفة أطلقها المسلحون قرب مسجد فأصابت طفلين. وكان الحي وحي كرم القاطرجي المتاخم له شهدا خروج تظاهرات عديدة في الأشهر الأخيرة وجوبهت جميعها بالقمع والرصاص من المسلحين لكن الأهالي لم يستكينوا ولم يرضخوا لإرادة المسلحين.
وتشهد أحياء باب النيرب وبستان القصر والكلاسة والسكري والحيدرية تظاهرات على الدوام تطالب بخروج المسلحين منها وسقط جراء تصدي المسلحين لها عشرات الشهداء من المدنيين الأبرياء.
وتوقع متابعون أن تستمر الاحتجاجات وتزداد حدتها مع تفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان الأحياء الشرقية والجنوبية التي يوجد فيها المسلحون بعدما بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية لتطهير الأحياء الجنوبية وحققت وحداته تقدماً لافتاً.
وتعاني تلك الأحياء من اشتباكات مستمرة تهدد حياة قاطنيها ومن انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر وشح المواد الغذائية والمحروقات والطحين وارتفاع أسعارها إلى أضعاف مضاعفة، ويحمل السكان المسلحين مسؤولية ما آلت إليه أحوالهم الإنسانية التي تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد