المالكي يرفض وبوش يتنصل
دار سجال ضمني بين واشنطن وبغداد امس، حول المسؤولية عن تدهور الوضع في العراق الذي يضغط على ادارة الرئيس جورج بوش مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، والحاجة الى تحديد جدول زمني للاصلاح السياسي ونزع اسلحة الميليشيات. وشدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، امس، على ان الشعب العراقي هو وحده صاحب الحق في تحديد هذا الجدول الزمني، فيما دعا الرئيس الاميركي جورج بوش، الحكومة العراقية الى اتخاذ اجراءات جريئة، واشار الى ان صبر الولايات المتحدة ليس بلا حدود، موضحا ان قوات الاحتلال الاميركية لن تكون طرفا في الصراع الطائفي، الذي ساهمت في تفجيره.وكان السفير الاميركي زلماي خليل زاد اعلن، في مؤتمر صحافي امس الاول، ان المالكي وافق على جدول زمني للإجراءات السياسية والأمنية، متوقعا إحراز تقدم ملموس في هذه الخطوات خلال الاشهر ال12 المقبلة، بما في ذلك التعامل مع الميليشيات. وتوقع قائد قوات الاحتلال الاميركي في العراق الجنرال جورج كايسي ان يتمكن العراقيون من تولي معظم المهام الامنية خلال فترة تتراوح بين 12 و18 شهرا، مع بعض الدعم الاميركي.
لكن المالكي رد امس، في مؤتمر صحافي في بغداد، قائلا الجميع يعلم ان هذه الحكومة هي حكومة ارادة شعبية، وليس لاحد الحق ان يضع لها جدولا زمنيا، مؤكدا ان الحكومة هي منتخبة من الشعب... ومن حق الشعب الذي انتخبها فقط ان يتحدث في مسالة جدول زمني. واضاف انا واثق ان هذا المنطق ليس هو المنطق الرسمي للحكومة الاميركية، بل انها نتيجة الحملة الانتخابية ونحن لسنا مهتمين بهذا الامر كثيرا.
ونفى المالكي ان تكون العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية والاميركية في مدينة الصدر تمت بتصريح من الحكومة. وقال سنطلب توضيحا لما حصل، وهذه مسالة سنراجعها مع القوات المتعددة الجنسية حتى لا تتكرر.
كما نفى المالكي قبوله برنامجا فرضته الولايات المتحدة لنزع سلاح المليشيات، الا انه وعد بمواجهتها، مؤكدا ان وجود الميليشيات يضر بهيبة الدولة. الدولة هي الوحيدة التي يجب ان تحمل السلاح.
وفي وقت لاحق امس ، قال بوش، في مؤتمر صحافي في البيت الابيض، ان احداث الشهر الماضي تقلقني كثيرا، وتقلق كذلك قسما كبيرا من الشعب الاميركي.
وبرغم الضغوط المتزايدة لتغيير استراتيجيته في العراق، اوضح بوش ان اهدافنا تظل هي ذاتها. ونحن نتحلى بالمرونة بشأن وسائلنا في تحقيق هذه الاهداف، مضيفا على غرار قيام العدو بتغيير تكتيكاته فاننا ايضا نغير تكتيكاتنا. واكد ان الولايات المتحدة كسبت وستكسب، الا اذا غادرنا قبل اتمام المهمة.
واوضح بوش ان الاميركيين لا ينوون ان يصبحوا طرفا في الصراع الطائفي او الوقوف وسط إطلاق النار بين الفصائل المتناحرة وقال انه سيعيد القوات الاميركية إلى الوطن غدا لو لم أعتقد أن مهمتنا في العراق حيوية للأمن الأميركي.
وحث بوش القادة العراقيين على اتخاذ اجراءات جريئة لانقاذ البلاد، ونحن نقول لهم بوضوح ان صبر الولايات المتحدة ليس بلا حدود. وتابع غير اننا نتفهم ايضا التحديات الصعبة التي يواجهها القادة العراقيون، ولن نمارس ضغوطا على الحكومة العراقية تفوق طاقتها... سوف نضغط عليه (المالكي) الا اننا لن نضغط عليه الى الحد الذي لا يمكنه فيه من تحقيق الاهداف. وجدد دعمه للمالكي مؤكدا انه الرجل المناسب لتحقيق الاهداف (المنشودة) في العراق.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قال، في خطبة عيد الفطر في النجف امس الاول، اعلموا يا اخوتي ان عدوي الوحيد هو المحتل والنواصب (المتطرفين السنة)، ولا اقبل اي طرف اخر، واعتبر ان اي اعتداء على اي عراقي هو اعتداء علي.
واعتبر رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم في خطبة العيد في بغداد، ان الفدرالية لا تعني الانفصال، اطمئن الجميع اننا من المدافعين عن وحدة العراق وسنقف ضد اي مشروع تقسيم.
ميدانيا، شنت القوات العراقية والاميركية، تدعمها الطائرات الحربية والمدفعية، هجوما، امس، على ميليشيا جيش المهدي في مدينة الصدر. وذكر الجيش الاميركي ان القوات العراقية والاميركية تعرضت لاطلاق النار، واجبرت على استدعاء القوات الجوية لحمايتها.
وفيما سارعت عناصر ميليشيا المهدي الى المنطقة، قال النائب عن الكتلة الصدرية فلاح شنشل ان قوى الشر والاحتلال الاميركي استهدفت المدنيين في مدينة الصدر. لقد اطلقوا القذائف على المنازل وقتلوا النساء والاطفال الابرياء. واتهم قوات الاحتلال باستخدام القنابل العنقودية ضد المدينة وكاننا في منطقة حرب. واوضح ان خمسة مدنيين قتلوا واصيب 18 اخرون.
واعلنت قوات الاحتلال الاميركي، في بيان امس الاول، ان 5 جنود اميركيين قتلوا الاثنين والثلاثاء في انفجار عبوات وسط بغداد وجنوبي شرقها واشتباكات في الانبار، ما يرفع الى 93 حصيلة الخسائر الاميركية في العراق منذ بداية تشرين الاول الحالي. وواصل الجيش الاميركي، امس، بحثه عن جندي اميركي، من اصل عراقي، خطف الاثنين الماضي بعد خروجه من المنطقة الخضراء في بغداد.
وقتل خلال الايام الثلاثة الماضية 17 عراقيا، واصيب حوالى ال,20 في هجمات واشتباكات في بعقوبة والعمارة وبلد وبغداد. وعثر على 35 جثة خلال اليومين الماضيين في بغداد والكوت. وفي الفلوجة، قتل المارينز اربعة من رجال الاطفاء العراقيين عن طريق الخطأ بعد ان اعتبروهم مسلحين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد