السلطة الليبية تستبق الانتخابات: الشريعة ليست قابلة للاستفتاء
أوصى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس، «المؤتمر التأسيسي»، الذي سينتخب أعضاؤه الـ200 غدا، بان تكون الشريعة الإسلامية «المصدر الرئيسي للتشريع» في ليبيا، مؤكدا أن هذا الأمر «ليس قابلا للاستفتاء».
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي صالح درهوب، في طرابلس، «نذكر أن الشعب الليبي يتمسك بالإسلام عقيدة وتشريعا. إن المجلس يوصي المؤتمر (التأسيسي) أن تكون الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع، وليست قابلة للاستفتاء».
وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل قال، خلال إعلان «تحرير» ليبيا في 23 تشرين الأول الماضي بعد ثلاثة أيام على مقتل العقيد معمر القذافي، إن الشريعة ستكون المصدر الرئيسي للتشريع في ليبيا.
وتجري في ليبيا غدا انتخابات تشريعية هي الأولى منذ العام 1952، لكن الاستحقاق دونه مخاوف من عدم قدرة الحكومة الانتقالية على ضمان امن الاقتراع. ويختار حوالى 2،7 مليون شخص أعضاء «المجلس التأسيسي» المؤلف من 200 مقعد، والذي سيعين رئيسا للوزراء ويسن القوانين ويساعد على صياغة دستور جديد للبلاد.
وفي النظام الانتخابي الجديد المعقد يخوض نحو 2500 مرشح، الكثير منهم من الإسلاميين، الانتخابات على القوائم الفردية ويتنافسون على 120 مقعدا. في حين يتنافس على باقي المقاعد أكثر من 500 مرشح من خلال القوائم الحزبية.
وقال مصدر في الأمن الليبي وشهود عيان إن حريقا شب في مركز رئيسي لتخزين المواد المستخدمة في الانتخابات في اجدابيا، في حادث متعمد في ما يبدو.
ويأتي الحادث، الذي دمر بطاقات الاقتراع ومستلزمات انتخابية أخرى وسط مخاوف من احتمال أن يشوب العنف الانتخابات. وقال المصدر الأمني إنه يجري التحقيق في الحادث باعتباره متعمدا، في حين أن مسؤولا في المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية في طرابلس قال إنه سيتم استبدال أي بطاقات اقتراع قبل الغد.
وقال شهود إن مركز التخزين يقع على مشارف اجدابيا، لكن المقر الرئيسي للمفوضية العليا وسط البلدة لم يمسه سوء. وكان محتجون يطالبون بسلطات أكبر للمنطقة الشرقية في ليبيا اقتحموا مقرا انتخابيا في بنغازي مطلع الأسبوع، ودمروا مستلزمات انتخابية.
وحذرت منظمة «مجموعة الأزمات الدولية» من خطر محدق بالاقتراع يتمثل بوجود «متظاهرين مسلحين يهددون بتعطيل الانتخابات خصوصا في الجزء الشرقي من البلاد». وتتفاوض الحكومة الليبية منذ أيام مع قادة مجموعة من دعاة الفدرالية في الشرق يعطلون حركة السير في طريق إستراتيجية تربط شرق البلاد بغربها. ويطالب المحتجون «بتقاسم عادل» لمقاعد «المجلس التأسيسي» بين الغرب والشرق والجنوب، في حين قررت السلطات فعلا، على أساس نسبة عدد السكان، تخصــيص 100 مقعد للغرب و60 للشرق و40 للجنوب.
وأعلنت السلطات أنها اتخذت الاحتياطات اللازمة، واعدت خطة أمنية لنشر 40 ألف عنصر في أجهزة الأمن، يدعمهم 13 ألفا من الجيش الليبي الجاري تأسيسه. وأكد قائد الجيش يوسف المنقوش أن الجيش الوطني كلف بنقل بطاقات الاقتراع وسيقوم بدوريات لمراقبة السواحل والأجواء الليبية. وأوضح نائب وزير الداخلية رئيس لجنة امن الانتخابات عمر الخضراوي أن قوات الأمن الليبية «في حالة استنفار قصوى»، مشيرا إلى استحداث مركز قيادة في طرابلس.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد