ارتفاع أسعار لحوم العواس والأكلات الشعبية لم تعد «شعبية»
تتخطى أكلات الفول والمسبحة في المطاعم الشعبية مفاهيم العرض والطلب في كثير من الأحيان، فهذه الأكلات التي تصنف في خانة الشعبية، كرست حضورها كطقس يجتذب مختلف شرائح المجتمع.
بطبيعة الحال، ثمة ارتفاع ملحوظ طرأ على أسعار الوجبات الشعبية خلال الآونة الأخيرة، إلا أن المطاعم التي تقدم وجبات الفول والحمص عوضت تراجع الزبائن التقليديين بزبائن جدد أضحت هذه الأكلات متناسبة تماماً مع إمكانيات الشريحة المتوسطة وذوي الدخل المحدود.
وتصل قيمة وجبة إفطار الفول والمسبحة في المطاعم الشعبية إلى 100 ليرة للشخص الواحد في أحسن حالاتها، ولكن الملاحظ أن هذه المطاعم لا تخضع إلى رقابة تموينية من حيث التصريح عن السعر وسط ترعرع لظاهرة إخفاء الأسعار في المطاعم التي تتموضع وسط الأحياء الشعبية.. وغيرها.
وتسجل المطاعم الشعبية ازدحاماً لافتاً في أيام العطل، حيث تسارع الأسر ذات الدخل المحدود إلى شراء الأطعمة ذات الأسعار المناسبة كالفول والفلافل وغيرهما.
وقائع الأسواق دفعت بسندويشة «الفلافل» هي الأخرى إلى أسعار عالية لتستقر عند 45 ليرة وأغلى في بعض الأحيان، بعد أن كانت تباع بـ15 ليرة إلى ما قبل أسابيع، كما سجل سعر صحن الفول حضوره في قائمة الارتفاع تبعاً لارتفاع سعر الكغ اليابس منه بحسب البائعين.
ويباع كغ «المسبحة» لزبائن المرور حالياً بـ110 ليرات بعد أن كان يباع بـ60 قبل عدة أشهر، ما يعيده أصحاب المحال إلى ارتفاع أسعار الزيوت والحمص اليابس وأسطوانة الغاز.
وقال خلف الأحمد، بائع فول في الميدان: إن الباعة اضطروا إلى رفع أسعار الفول بسبب زيادة التكلفة، مشيراً إلى أنه وأقرانه من أصحاب المطاعم رفعوا أسعارهم ليتمكنوا من دفع إيجارات محالهم ورسومها الضريبية وبدلات الكهرباء والمياه وغيرها من المصروفات.
وساق الخلف ارتفاع سعر كيلو الفول إلى 70 ليرة صعوداً من 30 كسبب لارتفاع الأسعار، ولم ينس ارتفاع سعر زيت الزيتون إلى 125 ليرة للكغ.
وبيّن هيثم عبد اللـه مدير أحد مطاعم الوجبات السريعة في ساحة الشهداء بـ«المرجة» أن هناك إقبالاً كبيراً على تناول وجبة الإفطار في محال الوجبات السريعة نظراً للعروض التي تقدمها، والتي تلقى استحسان الزبائن رغم الارتفاع الأخير.
وارتفع سعر سندويشة الشاورما إلى 75 ليرة مقابل 30 ليرة قبل عام، وفي بعض المطاعم وصلت إلى 100 للشاورما اللحمة.
وقال أحد الباعة: إن وجبة شاورما اللحم مع المقبلات التي تقدم في المطعم الشعبي في ساحة الشهداء بـ«المرجة» ارتفعت من 250 ليرة إلى 450 ليرة وفسر ارتفاع أسعار الوجبات تلك المطاعم بتأثرها بارتفاع أسعار اللحوم وأن أي زيادة تحدث في قيمة الوجبات تكون ناتجة عن ارتفاع أسعار بعض المكونات الأساسية إضافة إلى ضريبة المبيعات، مشيراً إلى أن أيام العطل تشهد زيادة كبيرة في الإقبال على هذه المحال والتي عادة ما تكون كاملة العدد وقت الذروة.
وشمل ارتفاع الأسعار غير المبرر خلال الأسبوع الفائت اللحوم الحمراء التي كانت تسجل ارتفاعاتها سابقاً على خلفية فتح باب التصدير، إلا أن ارتفاع الأسعار اليوم حاصل في ظل وقف تصدير ذكور العواس وانخفاض معدّل الاستهلاك، ما من شأنه أن يلخص كل ما يمكن قوله في قضية الغلاء.
ويشير أحد الزبائن إلى أن الأسواق المحلية تسود فيها ظاهرة إخفاء الأسعار وخاصة في المطاعم الشعبية ومحال التجزئة وهذا من شأنه تعريض المستهلكين للغبن علماً بأن القوانين النافذة تشترط على أصحاب المصالح المختلفة إعلان قائمة الأسعار حول الخدمات والمنتجات التي تقدمها، لذلك نجد تفاوتاً في الأسعار ويعطي ذلك انطباعاً غير إيجابي عن الأسواق، وهنا فإن تحرير الأسواق شيء وممارسة رفع الأسعار من دون أسباب حقيقية شيء آخر، وإن الحاجة تستدعي رفع درجة الضبط والانضباط في الأسواق الشعبية من الجهات المختصة.
أسعد المقداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد