«ويب 3.0» تدعو إلى هجر محركات البحث
قد يكون هذا الخبر هو الأهم في 2012، لكنه لم يحظَ بتغطية إعلامية كافية عربياً. يتمثّل الخبر في إطلاق محرك بحث محوسب Computational Search Engine حمل إسم «وُلفرام ألفا.كوم» wolframalpha.com. ليس من المبالغة القول انه يشكّل المنافس الأكثر قوة لمحركات البحث المستخدمة حاضراً، خصوصاً «غوغل».
«ويب 3.0»: شبكة تفهم البشر
اعتبر اختصاصيّو المعلوماتية الإطلاق الرسمي لمحرك البحث «وُلفرام ألفا» بداية لنضوج تحوّل الإنترنت الى شبكة تُغاير نوعياً الـ «ويب» التي نعرفها حاضراً. وأطلقوا على هذه الشبكة الجديدة إسم «ويب 3.0» Web 3.0. ويصفونها أيضاً بأنها «الويب السيمانطيقية» Semantic Web، في إشارة الى قدرتها المفترضة على التعامل مع اللغة التي يستخدمها الإنسان كحامل للإفكار. بقول آخر، إنها شبكة تتفاعل مع لغة الإنسان، بطريقة محوسبة، كي تتعامل مع الفكر الإنساني نفسه. لنقل الأمر ببساطة، إنها شبكة يتحدث إليها الناس، فـ «تفهم» ما يفكرون به. وبذا تجمع هذه الشبكة بين قوة هائلة في البحث عن المعلومات، والقدرة على إنتقاء المعلومات وتجميعها بطريقة تستجيب لما «فهمته» هذه الشبكة مما يطلبه الناس منها! حلم؟ ربما. لكن الأمر يتّصل بالحسابات. إذ يستند محرك البحث «وُلفرام ألفا» إلى طُرُق حسابية وجداول لمعادلات مُعقّدة، كي يجمع المعلومات التي تفيد في الإجابة عن سؤال معيّن، مع إستخلاص تلك التي تشير الأرقام الى أنها عالية الدلالة عن موضوع السؤال، إضافة الى تصفية المعلومات التي توضح الأرقام أنها ليست عالية الإرتباط بموضوع البحث. لا يجيب «وُلفرام ألفا» على طلبات البحث بطريقة «غوغل»، بمعنى تجميع أكبر كمية من المعلومات عن الكلمات المتضمّنة في البحث، ثم ترتيبها وفقاً لنسبة تكرر الألفاظ في تلك المعلومات. في «وُلفرام ألفا»، تسير الأمور بشكل مُغاير، يفترض أنه يعطي الجواب الأكثر وضوحاً عن السؤال، لكن هناك «عقدة» ما زالت موجودة في هذا المحرك الذكي.
لقد أطلِقَ موقع «والفرام ألفا» على الإنترنت عام 2009 لكنه عجز عن استقطاب اهتمام مجموعات من خارج إطار محبّي الإحصاءات والرياضيات. وقد يتغير ذلك تدريجياً، خصوصاً عندما تصبح مناهج المحرك الحسابية في معالجة البيانات، متاحة أمام كل من يتطلّع إلى عرض رقمي دقيق للمعلومات. وتفترض هذه الخدمة الجديدة أن الناس يفضلون التقارير على إجابات من النوع الذي يحصلون عليه من محركات البحث على الإنترنت حاضراً.
وبدلاً من توفير روابط إلى صفحات متعلقة بموضوع البحث كما يفعل موقع «غوغل» أو إلى إجابات مكتوبة مثل «وايكيبيديا»، يعرض «والفرام ألفا» معلوماته في مجموعات من البيانات. ثم يجري حساباته عليها، قبل تقديم الإجابة عن هيئة تقرير يتضمن تحليلاً لها. وإضافة الى هذا، يستطيع المشتركون إدخال بيانات خام، ورموز رياضية متطورة، (وحتّى صور)، ما يساهم في توفير تحليل رقمي واسع أثناء تحضير الإجابة. ويُذكَر أن الخدمة الجديدة هذه قد تكون مفيدةً بالنسبة إلى أصحاب الشركات الصغيرة الذين يملكون بيانات كثيرة لكنهم لا يعرفون مدى فائدتها. وكذلك يتوقع الخبراء أن يعمل محرك «وُلفرام ألفا» على جعل التحليل الإحصائي متاحاً أمام جمهور الإنترنت كله. وللبحث صلة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد