لبنان:استمرار الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة
استمر اطلاق النيران والقذائف في مدينة طرابلس في شمال لبنان الى ما بعد الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت موعد بدء الهدنة التي اعلن عنها بعد الاتفاق بين فعاليات منطقة جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس برعاية الجيش اللبناني. وافادت مراسل قناة "المنار" في طرابلس ان "الجيش اللبناني يرد على مصادر النيران".
يذكر ان الاعلان عن الهدنة جاء بعد ان توسعت دائرة الاشتباكات منذ الصباح بين المنطقتن وازدادات حدتها ما ادى الى سقوط قتيلين من المدنيين وجرح عدد آخر من المواطنين بالاضافة الى سقوط عدة جرحى من عناصر الجيش اللبناني الذي عزز تواجده العسكري في منطقة الاشتباكات.
وكانت المعلومات الصحافية الواردة من مدينة طرابلس ان "الاشتباكات العنيفة التي شهدتها طرابلس توسعت لتشمل عددا من الأحياء"، ولفتت الى ان "الجيش قام بالرد على مصادر النيران"، واضافت ان "الجيش اللبناني قام بمداهمات عديدة في طرابلس وتمَّ اعتقال العديد من العانصر المسلحة كما تمَّ ضبط كميات من الاسلحة والذخائر".
من جهته شدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان على "ضرورة الحزم في التعاطي مع أي إخلال بالامن"، واشار الى أن "الخطاب السياسي المتشنج وعدم ممارسة المسؤولية بشكل صحيح وفقا للدستور وضمن روحية اتفاق الطائف يشكلان عناصر يقف خلفها المتضررون من الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي".
بدوره تابع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من فرنسا الاحداث الجارية في مدينة طرابلس وأجرى لهذه الغاية اتصالا بقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، وطلب منه "اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الاحداث الجارية واعادة الهدوء الى المدينة".
وفي سياق متصل أكدت قيادة الجيش اللبناني في بيان أصدرته السبت على "قرارها الحاسم بالتصدي للعابثين بالأمن في الشمال إلى أي جهة انتموا ومتابعة ملاحقة جميع المتورطين في الأحداث حتى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء المختص".
وحمّلت قيادة الجيش "العناصر المسلحة ومن يقف خلفهم مسؤولية أي خسائر جسدية ومادية تقع في صفوف المدنيين أو العسكريين"، ولفتت إلى أن "الأوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد لن تشكل في أي حال من الأحوال غطاء للمصطادين بالماء العكر والمتطاولين على هيبة الدولة وأمن المواطنين واستقرارهم".
وأوضحت قيادة الجيش أن "قوى الجيش واصلت تعزيز إجراءاتها الأمنية في منطقة باب التبانة – جبل محسن والقيام بعمليات دهم دقيقة لأماكن الذين شاركوا بالاشتباكات التي حصلت يوم أمس حيث تمكنت من توقيف عدد من المسلحين وضبط كميات من الأسلحة والذخائر الموجودة بحوزتهم"، وتابعت ان "عددا من العسكريين اصيبوا بجروح مختلفة أحدهم بحال الخطر نتيجة تعرضهم لإطلاق نار وسقوط قذيفة انيرغا بالقرب من آلية عسكرية".
واتهم مسؤول العلاقات السياسية في الحزب "العربي الديمقراطي" في لبنان رفعت علي عيد "فرع المعلومات بتدبير الاشتباكات في طرابلس"، واضاف ان "هناك حركة ناشطة جدا للشبيحة في فرع المعلومات وما حصل من احداث كانت مفتعلة من قبل هؤلاء"، واعتبر ان "معركة بعض الاطراف كانت مع الجيش اللبناني"، وتابع "نحن نعتبر انفسنا جزء من هذا الجيش وسلاحنا سلاحه"، ولفت الى ان "حزبه يقف خلف الجيش اللبناني وجهوده لحل الازمة"، واكد "عدم الانجرار الى اي فتنة مهما كان الثمن".
واشار عيد الى ان "انفجار مخزن الاسلحة في ابي سمرا شكّل فضيحة"، وشدد على ان "هذا المخزن تابع لتيار المستقبل والاشخاص الذين يترددون الى هناك معروفون بالاسماء ولمن ينتمون"، رافضا "الحديث عن مدينة طرابلس منزوعة السلاح لانهم هم من يمتلكون السلاح".
من جهته اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النيابية في لبنان النائب سمير الجسر أن "ما يحصل اليوم في مدينة طرابلس غير مفهوم خصوصاً أنّ الجيش تدخل أمس بعد اندلاع الاشتباكات وهدأت الأمور"، ولفت إلى "وجود محاولات لاشعال النار في المدينة"، واضاف ان "هذه المحاولات صغيرة لكنّها قادرة على إحداث مشكلة فعلية بين أبناء المدينة"، مؤكدا أن "سياسيي طرابلس اتفقوا على رفع الغطاء عن أي مخلّ بالأمن"، داعيا "الجيش اللبناني الى التعامل بحزم بسط الأمن".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد