الكوري يان مون أميناً عاماً ثامناً للأمم المتحدة
يعتبر وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي-مون, الذي اختارته الأمم المتحدة الجمعة, خلفا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، دبلوماسيا محترفا موهوبا ورجل تسويات.
ويبلغ كي-مون الـ62 من العمر, أمضى منها 36 عاما في العمل الدبلوماسي، بينها 10 أعوام في مهمات للأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي كو كي-سيوك من الخارجية الكورية الجنوبية إن بان كي-مون وسيط مرموق بصورة عامة، ويتميز ببراعته في إعداد التسويات والتوصل إلى توافق", كما أن "معرفته بالأمم المتحدة جيدة".
واوضح أن بان كي- مون المعروف بعزمه وإصراره وبدماثته الطبيعية هو أيضا "ذو قبضة حديدية في قفاز من حرير". وأضاف أنه من المثابرين على العمل ويوزع جدول أعماله اليومي بدقة وتفصل بين الفترة والأخرى خمس دقائق للاستراحة.
ورغم الانتقادات التي يوجهها إليه خصومه، يقرون بقدرته الخارقة على العمل. ويحرص على وضع قوة شخصيته في خدمة الإصلاحات في الأمم المتحدة. وقال في تصريح أدلى به في المدة الأخيرة "على الأمم المتحدة ألا تغدق كثيرا من الوعود بل أن تحقق مزيدا من النتائج الملموسة".
ويجعله اهتمامه بالمساعدة على التنمية شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في أفريقيا. ويشيد المسؤولون الذين يعملون معه بحماسته التي يبديها لعمله.
وكان بان كي-مون وزيرا للخارجية في كوريا الجنوبية منذ يناير/ كانون الثاني 2004. وقد ورث الملف الكوري الشمالي الحساس وشارك في المفاوضات المتعددة الأطراف التي تحاول منذ ثلاث سنوات إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن مشروعها النووي. وتولى أيضا مهمة تخفيف التوتر مع الحليف الأميركي ومع اليابان.
ودخل بان كي-مون السلك الدبلوماسي عام 1970 بعد حصوله على إجازة من جامعة سول الوطنية الذائعة الصيت، ثم تابع دراسات في "كينيدي سكول" التابعة لجامعة هارفرد الأميركية.
وعمل سكرتيرا أول للبعثة الكورية الجنوبية في الأمم المتحدة من 1978 إلى 1980، ثم أصبح مديرا لمكتب الأمم المتحدة في وزارة الخارجية ثلاث سنوات.
وتولى أيضا منصب الممثل الأعلى لكوريا الجنوبية في الأمم المتحدة طوال سنتين من 2001 إلى 2003. وتولى في الفترة نفسها إدارة مكتب رئيس الجمعية العامة الـ56 للأمم المتحدة. وهو متزوج وأب لابن وابنتين تعمل الكبرى منهما لمنظمة اليونيسيف في أفريقيا.
كي-مون أعرب عن شعوره "بفخر عميق" لانتخابه الجمعة أمينا عاما للأمم المتحدة، ولكنه تعهد بألا تغدق كثيرا من الوعود بل تنجز كثيرا من الأعمال.
وقد تعهد بان كي-مون الذي توجه بكلمة إلى الدول الـ192 الأعضاء في الجمعية العامة التي انتخبته لتوها، بمتابعة ما بدأه كوفي أنان الذي سيخلفه في الأول من يناير/ كانون الثاني القادم. وقال "أشعر بفخر عميق لأنه أصبح الآسيوي الثاني على رأس المنظمة"، مشيرا بذلك إلى بيرمن يو ثانت الذي كان أمينا عاما من 1961 إلى 1971.
وأضاف أن "المقياس الحقيقي لنجاح الأمم المتحدة لا يكمن في عدد الوعود التي تغدقها، بل يكمن في طريقة القيام بخدماتها للذين يحتاجون إليها أكثر من سواهم". وأوضح أن "الأمم المتحدة اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى".
ومن بين أولوياته التي عددها، مكافحة الفقر والإيدز وتدهور البيئة والإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وحماية حقوق الإنسان.
وبخصوص الإصلاحات في الأمم المتحدة، أكد بان كي-مون أنه لا يمكن تغيير كل شيء دفعة واحدة " لكن إذا ما اخترنا بحكمة مجالات التغيير، وإذا ما عملنا بشفافية ومرونة ونزاهة، فإن التقدم في بعض المجالات سيؤدي إلى حصول تقدم في كثير من المجالات الأخرى".
وتتعرض الأمم المتحدة التي واجهت في السنوات الأخيرة فضائح فساد، لضغوط قوية خاصة من الولايات المتحدة التي تمول 22% من ميزانيتها، للقيام باصطلاحات تمهيدا لإضفاء مزيد من الفعالية على إدارتها.
ماهي الخلفيات التي جاء منها كي يان مون
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد