تكريد كركوك في القريب العاجل
هدأت التراشقات السياسية بين الأطراف العراقية مع دخول «وثيقة العهد»، التي وقّعتها الكتل البرلمانية حيز التنفيذ، فيما استمرت أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد، حيث شهد الأسبوع الماضي «رقماً قياسياً» في انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، في وقت ظهرت في الأفق أزمة جديدة قد تتلاحق تداعياتها قريباً، وتمثلت بإعلان مسؤول كردي أمس أن عملية تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي تنصّ المرحلة الأولى منها على إعادة المرَحّلين الأكراد إلى مناطقهم الأصلية وإخراج العرب الوافدين، من المدينة.
وكشف قادر عزيز، ممثل رئيس إقليم كردستان في لجنة تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أن «اجتماعاً للأطراف المعنية بتنفيذ المادة 140 الخاصة بتطبيع الأوضاع في محافظة كركوك، سيعقد قريباً، برئاسة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، لتحديد الخطوات العملية لتطبيق عملية التطبيع».
وأوضح عزيز أن «تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي يعدّ من القضايا المصيرية بالنسبة للأكراد»، ما دفع رئيس إقليم كردستان إلى تعيينه ممثلاً شخصياً له لمراقبة أعمال لجنة تنفيذ المادة، التي يترأسها وزير العدل العراقي وتضم في عضويتها ممثلين عن الأكراد والعرب والتركمان والمسيحيين.
ومن شأن إصرار الأكراد على إعادة العرب القاطنين في مدينة كركوك وضواحيها إلى مناطقهم الأصلية في وسط العراق وجنوبه، تصعيد التوتر بين الأكراد من جهة، والعرب والتركمان الذين يعارضون السيطرة الكردية على المدينة الغنية بالنفط، من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، انتقد «المؤتمر الأشوري العام» مشروع دستور اقليم كردستان، وقال إنه تضمن فقرات «تجاهلت الحقائق التاريخية والجغرافية والقانونية والسياسية».
وذكر المؤتمر، في بيان أمس، أن «هذه الوثيقة تمثل مسعى من قبل القيادات الكردية لـ«تكريد محافظتي دهوك (نوهدرا) وكركوك، وأقضية الشيخان وسنجار وتلعفر وتلكيف وباخديدا (قرقوش) وخانقين ومندلي وبدرة، ونواحي بعشيقة وجصان». وأوضح أن «هذه المناطق جميعها، وفي ضوء التجانس التاريخي (الإثني والديني)، واستشهاداً بالتقسيم الإداري في العراق والمؤسّس على نتائج الإحصاء العام للسكان سنة 1957، هي أراض عراقية تقطنها بالتآخي غالبية آشورية وتركمانية وعربية وآيزيدية وشبك وصابئة وأقلية كردية».
ميدانياً، قتل 25 عراقياً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة واشتباكات، بينهم 14 قتيلاً و75 جريحاً سقطوا في انفجار سيارة مفخخة، في وسط بغداد، استهدف موكب وزير الصناعة فوزي الحريري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الصناعة العراقية إن الحريري، وهو كردي، لم يكن في الموكب عندما تعرض للهجوم، وإن اثنين من حراسه الشخصيين هما بين القتلى.
وأفاد مصدر في الجيش العراقي أمس أن 11 من «المسلحين العرب» قتلوا في اشتباكات في المقدادية شمال شرق بغداد، وهم تسعة سوريين وسعودي وسوداني.
وأعلن الجيش الأميركي، أمس، مقتل ستة من جنوده، في هجمات منفصلة في العراق امس وأول من أمس.
وذكر متحدث عسكري أميركي أمس أن الأسبوع الماضي «شهد رقماً قياسياً في انفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في العراق أكثر من أي وقت مضى منذ مطلع السنة الجارية».
في غضون ذلك، حذّر آية الله بشير النجفي، أحد مراجع الشيعة الأربعة في النجف، الأميركيين أمس من «الانحياز» في «المعادلة السياسية» المحلية، معتبراً أن ذلك سيؤدي الى خلق حالة من «التدهور الإقليمي والطائفي في المنطقة».
وقال النجفي، في بيان وزعه مكتبه، إن «المرجعية تراقب عن كثب التحيز الأميركي الذي من شأنه أن يخلق تدهوراً إقليمياً أو طائفياً، ونحذر من أن الشعب العراقي لن تنطوي عليه أمثال حراك كهذا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد