تلوث الهواء في العراق بلغ مستويات "كارثية"

يعاني العراق من نسبة تلوث كبيرة في الهواء ما يلقي اللوم على العوامل الطبيعية من جهة، وأفعال الانسان من جهة أخرى. وهذا التلوث لم يعد يقتصر على أرقام لا تهز جفنا للسلطات أو الشعب، لكن الخبراء يعتبرونها "كارثة" تهدد حياة العراقيين. بعدما كان العراق يسمى في ماضيه "أرض السواد" لشدة خضرته، باتت ارض الرافدين اليوم تعاني من اتساع رقعة المناطق الصحراوية. وباتت العاصمة بغداد وأغلب المدن العراقية تعاني من مشكلات التغير البيئي التي تتمثل في كثرة العواصف الترابية، وارتفاع معدلات تلوث الهواء بسبب انتشار مصادر حرق الوقود، ومسببات التلوث الأخرى مثل مصانع الأسلحة العراقية السابقة والحروب. وصدر تقرير دولي من "مركز دراسات الحرب" في نيويورك خاص بالبيئة العراقية، وأفاد أن الغبار في العراق يحتوي على 37 نوعاً من المعادن ذات التأثير الخطير على الصحة العامة، إضافة إلى 147 نوعاً مختلفاً من البكتيريا والفطريات التي تساعد على نشر الأمراض. من جانبه يكشف مدير شعبة الأمراض الانتقالية في مدينة الطب في بغداد، الدكتور أحمد عكلة داود عن ارتفاع نسبة الأمراض الناتجة من التلوث البيئي في العراق، مشيرا إلى أن الأمراض المزمنة كالسرطانات، والتشوهات الخلقية، والشلل، إلخ، وصلت أعلى مستوياتها خلال العقود الماضية بسبب الحروب المتعاقبة وعدم اهتمام الدولة بصحة الإنسان والبيئة... وذكرت مصادر طبية في بغداد ومدن عراقية بأن أكثر من 4360 شخصاً نقلوا إلى مستشفيات عدة بسبب حالات ضيق التنفس الناجمة عن تلك العواصف. من جهته يشير المدير العام للدائرة الفنية التابعة لوزارة البيئة العراقية قاسم بلاسم خلف، إلى وجود تنسيق مشترك بين وزارته والمؤسسات لاتخاذ التدابير اللأزمة كزرع البؤر المسببة للعواصف الترابية، وزيادة الأحزمة الخضراء التي تحيط بالمدن لتحسين نوعية الهواء، بالإضافة إلى رفع المركبات القديمة من الشوارع لما تسببه من تلوث كبير، فضلاً عن تحسين نوع وقود "الكازولين"، أو استخدام التكنولوجيات النظيفة بيئياً في المعامل أو وسائط النقل. يذكر ان مركز الإشعاع والطب النووي التابع لوزارة الصحة العراقية كشف عن أن العراق يعاني من "كارثة صحية" وذلك بارتفاع حالات الإصابة بمرض السرطان بعد تسجيل قرابة 7000 حالة سرطان في العراق خلال عام 2010.

(عن "دويتشي فيليه")