23 جريحاً بانفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة في كركوك
اصيب 23 شخصاً بجروح في انفجار سيارة مفخخة فجر اليوم الثلاثاء امام كنيسة في كركوك، شمال بغداد، في حين تمكنت الشرطة من تعطيل سيارتين مفخختين أخريين في هجمات جديدة تستهدف المسيحيين في العراق.
وقال ضابط رفيع المستوى في شرطة كركوك، إن «سيارة مفخخة مركونة قرب كنيسة العائلة المقدسة انفجرت عند الساعة الخامسة والنصف صباح الثلثاء». وأضاف ان «الانفجار ادى الى اصابة 23 شخصاً بجروح هم القيمون على الكنيسة ومصلون من سكان حي شاطرلو في شمال كركوك» الذي تسكنه غالبية من المسيحيين والتركمان. كما ادى الانفجار الى تضرر حوالى 30 من المنازل المجاورة للكنيسة.
وقال القس عماد حنا، الذي اصيب في الهجوم، إن «الكنيسة تعود الى السريان الكاثوليك، وهذه المرة الاولى التي تستهدف فيها»، وأوضح انه «تم نقل الجرحى وهم من الاطفال والنساء والرجال الى مستشفى كركوك العام وإلى مستشفى ازادي»، مشيراً الى ان «اثنين من الجرحى بحال خطرة».
وأدى الانفجار الى تدمير ابواب الكنيسة ومولداتها الكهربائية وغالبية محتوياتها، وتدمير سيارات عائدة لسكان المنازل القديمة المحيطة بها.
وأعلن قائد شرطة محافظة كركوك اللواء جمال طاهر بكر، أن قواته «استطاعت إبطال مفول سيارتين مفخختين كانتا تستهدفان كنيسة ومدرسة مسيحية». وذكر ان «السيارة الاولى كانت متوقفة عند كنيسة مار كوركيس الواقعة في حي الماز (شمال). اما الثانية فكانت مركونة بالقرب من المدرسة الاشورية، احدى المدارس الدينية المسيحية» وكلاهما يقع في حي الماز حيث وقع الانفجار.
ووصف المطران لويس ساكو رئيس اساقفة المسيحيين الكلدان في كركوك والسليمانية، هذا اليوم بـ «الاسود»، وقال: «نحن متألمون جداً لما حصل اليوم. إنه يوم اسود، لأنه استهداف للعيش المشترك باستهداف الابرياء ودور العبادة والمدنيين الذين ليسوا جزءاً من الصراع السياسي». وأضاف: «لا نعرف من نفذ الاعتداء، لكن الاكيد ان المستهدف هم المسيحيون».
وكان ساكوا قدم الإثنين مساعدات طبية بقيمة 25 الف دولار، تتمثل بأدوية نادرة، الى دائرة صحة كركوك لتتولى توزيعها حسب حاجة المرضى.
وتواجه كركوك، التي يقطنها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة، ابرزها التنازع على السلطة. ويطالب الاكراد بإلحاق المحافظة بإقليم كردستان الشمالي، فيما يصر العرب والتركمان والحكومة المركزية على الإبقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.
ورغم مرور ثماني سنوات على اجتياح العراق، لا تزال البلاد تعاني من اعمال عنف شبه يومية، يتعرض خلالها المسيحيون الى هجمات متكررة. وتعرضت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد لهجوم في 31 تشرين الاول (اكتوبر) 2010 أدى الى مقتل 44 مصلياً معظمهم من النساء والاطفال وكاهنين، وتبنت المسؤولية عنه «دولة العراق الاسلامية»، الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة».
واعتُبر هذا الهجوم الاكثرَ دموية ضد الطائفة المسيحية في العراق منذ الغزو الاميركي في 2003، ودفع بعدد كبير من المسيحيين الى ترك البلاد.
وكانت أعداد المسيحيين في العراق تراوح بين 800 ألف ومليون ومئتي الف نسمة قبل الاجتياح الاميركي، ولم يبق منهم سوى اقل من نصف مليون نسمة. كما انتقل بضعة آلاف الى مناطق آمنة في شمال البلاد، مثل سهل نينوى وإقليم كردستان.
ويأتي هجوم الأمس بعد اقل من شهر على تدشين اول كنيسة منذ اجتياح العراق، في مجمع سكني في كركوك لجأت اليه عائلات مسيحية من محافظات اخرى هرباً من اعمال العنف.
في غضون ذلك، قُتل اثنان من عناصر «الصحوة» في هجوم استهدف مقراً في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد).
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد