هاتف ذكي من ورق
في أغنية شهيرة للأخوين رحباني، يردد المنشدون بالعامية اللبنانية: "قصقص ورق... ساويهم ناس"، ما يعني أن الإنسان يستطيع التلاعب بالورق، بحسب ما يترائ له، حتى لو اشتط به الخيال وجنح. ويبدو أن شيئاً من هذا التلاعب المُتحدي، ما زال يتفاعل في قلب العلاقة بين البشر والأجهزة الإلكترونية التي يبتكرونها. ولا يتوقف هذا التلاعب عن الإدهاش والإبتكار. ويأتي مثال جديد عن هذا الأمر من كندا. إذ توصل باحثون في جامعة كوينز بمقاطعة انتاريو الكندية، الى صنع نموذج أولي مبتكر لهاتف ذكي مصنوع من ورق إلكتروني. وسمّوا هذا الهاتف "بايبر فون" Paper phone. ويستطيع "بايبر فون" ان يؤدي المهمات التي تنجزها عادة أجهزة الهواتف الذكية، مثل اجراء المكالمات والتعامل مع البريد الإلكتروني، وتحميل مقاطع موسيقية وعرض كتب إلكترونية وغيرها.
وفي تصريحات تناقلتها مواقع متخصّصة على الإنترنت، تحدّث المهندس الإلكتروني رويل فيرتجال عن مميزات هذا المنتج الذي ابتكره أخيراً، موضحاً أن "بايبر فون" يأتي على هيئة ورقة إلكترونية صغيرة تتيح للمستخدم ان يتفاعل معها. كما يستطيع طيّها على شكل هاتف محمول او الضغط على أحد جوانبها لقلب الصفحة والكتابة على سطحها الخلفي بواسطة قلم رقمي. وأشار فيرتجال إلى ان صناعة هذا الجهاز جرت بالتعاون بين جامعتي كوينز الكندية وأريزونا الأميركية. وعُرِض في مؤتمر صحافي في مدينة فانكوفر الألمانية، بعد الإنتهاء من مرحلته الإختبارية. وسعت هذه الاختبارات للتأكد من تقنيات التحكّم والطيّ والثني وفعالية تكنولوجيا الحبر الالكتروني التي سبق إستخدامها في جهاز "كندل" المتخصّص في قراءة الكتب الإلكترونية.
وتوقع فيرتجال أن تشهد هذه النماذج الورقية من الهواتف الذكية النقالة إنتشاراً واسعا في الاسواق في غضون السنوات الخمس المقبلة، متوقّعاً أن تؤدي الى تحوّل جذري في مفهوم المكتب الإلكتروني ومُكوّناته الذكيّة. في سياق متّصل، يخطّط باحثون كنديون لعرض جهاز جديد أطلقوا عليه اسم "سنابليت"، الذي يشبه "بايبرفون" لكنه مخصّص للكتابة الرقمية.
علي حويلي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد