يتاجرون ببيرون بعد غيفارا

حلم الملايين معه بمكتسبات اجتماعية حققت بعد نضالات شاقة، إلا ان خوان دومينغو بيرون بعد مواطنه الارجنتيني تشي غيفارا، يغادر حلبة السياسة ليدخل عالم التسويق من الباب العريض.

كان بيرون رئيساً اسطورياً للأرجنتين خلال ثلاث ولايات رئاسية (1946-1952 و1952-1955 و1973-1974). كان للبعض مؤسساً لحركة شعوبية مضرة بالبلاد فيما اعتبروه آخرون وعددهم أكبر بكثير، أب كل المكتسبات الاجتماعية التي أعادت الكرامة الى العمال. بعد مرور جيلين على وفاته في العام 1974، بات بيرون اسماً لمطاعم رائجة جداً وشخصية باسمة مطبوعة على قمصان قطنية.

يوضح خوسيه بابلو لامينثا (58 عاماً) في مطعمه الجديد شرق العاصمة الارجنتينية: «حق الامتياز التجاري لماركة الجنرال كان غالياً جداً لذ اخترنا ان نطلق على المطعم اسم «خوان دومينغو وسجلنا الماركة».

«الجنرال» هو مطعم آخر في بوينوس ايريس سبق كل المطاعم والمقاهي الأخرى التي فتحت للتو وتحمل اسماء مثل «بيرون- بيرون» و»قهوة مع بيرون» في العاصمة الارجنتينية و»خوان دومينغو» في لابلاتا الذي تكسو جدرانه صور قديمة لبيرون الذي كان يحب الرياضة. بيرون كان عسكرياً لا يعترض على عبادة الشخص فيما كانت تقف الى جانبه زوجته ايفيتا التي كان يعشقها ملايين الارجنتينيين.

على بعد شوارع قليلة في وسط لابلاتا يوضب الفنان دييغو مانويل (41 عاماً) كمية من القمصان القطنية التي تحمل بورتريه رسمه لبيرون وهو يبتسم على خلفية خضراء.

ويقول مانويل: «انها تباع عبر الانترنت بعشرين يورو خصوصاً في اوروبا والولايات المتحدة». ويوضح خبير الشؤون السياسية خورخيج جياكوبي: «بيرون شأنه في ذلك شأن تشي غيفارا لم يعد يعتبر خطيراً مما يسمح بتسويق صورته تجارياً».

وتتزامن هذه الظاهرة مع بناء «اسطورة» حول نيستور كريشنر الرئيس السابق (2003-2007) الذي توفي العام الماضي من أزمة قلبية والذي كان يعتبر نفسه وريث بيرون. وقد تترشح زوجته رئيسة البلاد الحالية كريستينا كيرشنر لولاية ثانية خلال الانتخابات المقبلة في تشرين الاول (اكتوبر).

المصدر: أ ف ب