أين حدود حرية الطفل؟
هل يمكن إعطاء الطفل حريته في التصرّف والتفكير؟ سؤال يطرأ على بال الأهل في شكل دائم خصوصاً حين يجدون أنّ الكثير من أساليب التربية الحديثة تتجه لدعم حرية الطفل وعدم وقوف الأهل عائقاً أمام تبلور قدراته وتحقيق رغباته. كما أنّ الدراسات الجديدة في عالم التربية تُظهر أنّ احترام حرية التعبير عند الطفل من أهم أسباب تفوّقه.
فهل يجب أن يفتح الأهل المجال أمام أولادهم للتعبير عن كلّ ما يفكرّون به ويتصرّفون كما يريدون من دون ضوابط سلوكية وفكرية؟ لا بدّ أولاً من التأكيد أنّ الضغط أو إكراه الطفل للقيام بشيء لا يريده غير محبّذ أبداً لأنّ هذا يمكن أن يؤثر على تصرّفاته مستقبلياً، إلا أنّ الطفل أيضاً يصعب أن يعرف العواقب الممكنة لتصرّفاته وكلامه، لذا لا بدّ من رعاية الاهل له وإرشاده في كيفية التصرّف والتعبير عن رأيه بطريقة لبقة.
يمكن الأهل أن يتركوا الحرية لأولادهم في اللعب على سبيل المثال، ليفرّجوا عن الطاقة الكامنة فيهم، كما يمكن أن يتركوا لهم حرية اختيار الأصدقاء لكن مع إشرافهم في شكل مباشر على هذا الاختيار. وهذه الأمور التي تبدو صغيرة بالنسبة للأهل هي مهمة جداً بالنسبة للطفل الذي يجد نفسه قادراً على اتخاذ القرارات والتعبير عن رغباته من دون موانع مباشرة من أهله.
وترك الحرية له في اختيار ملابسه أو حذائه وربما أحياناً الطعام الذي يريد تناوله، يساعده في بناء شخصيته وتطوير قدراته على التفريق بين الصحّ والخطأ. إلا أنّ للأهل دوراً أساسيّاً في التدّخل حين يرون أنّ هناك أخطاء يرتكبها الطفل من ناحية التصرّف أو الكلام، وهذا لا يقع ضمن نطاق الإكراه إنما التوعية وتعليم الطفل الأسلوب الأفضل للتعامل مع بيئته.
ومن المهم جداً ألاّ يغفل الأهل عن أي تصرّف يقوم به الطفل ولو كان صغيراً، فالتفاصيل لها الدور الحاسم في تكوين شخصيته.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد