جنوب السودان يقترب من الانفصال: الإقبال على التصويت يلامس 60%
في اليوم الرابع للاستفتاء، اقترب جنوب السودان اكثر من الانفصال بعدما بلغ الإقبال على التصويت عتبة الـ60 في المئة، أو أدنى بقليل، وهي النسبة القانونية المطلوبة لكي تكون النتيجة ملزمة، في وقت يواصل شريكا اتفاق السلام في الشمال والجنوب جهودهما لنزع فتيل الانفجار الذي يهدد المناطق الحدودية بين الشطرين، وتحديداً في منطقة أبيي، التي أسفرت الاشتباكات القبلية فيها عن سقوط ما لا يقل عن 46 قتيلاً منذ يوم الجمعة الماضي.
وقالت نائبة الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان آن ايتو، خلال مؤتمر صحافي عقدته في عاصمة الجنوب السوداني جوبا، إن «العتبة التي تجعل النتيجة صالحة لاعتمادها تم بلوغها». وأضافت أن «عتبة الـ60 في المئة تم بلوغها ولكننا ندعو، نحن في الحركة الشعبية لتحرير السودان، إلى مشاركة بنسبة 100 في المئة».
وأضافت ايتو أن «السودانيين الجنوبيين المسجلين على لوائح الاقتراع، والذين لم يدلوا بأصواتهم حتى الآن يجب أن يفعلوا ذلك، لأنها فرصة كبيرة لن تحصل مرة ثانية»، معتبرة أن «التصويت يعني تكريم الذين ضحوا بحياتهم لنتمكن من تقرير مصيرنا».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم لجنة الاستفتاء سعاد ابراهيم، رداً على سؤال حول الأرقام التي قدمتها الحركة الشعبية، إن «هذا ممكن، حتى من الممكن أن تكون النسبة أعلى من ذلك».
وأشارت سعاد إلى أن 74 في المئة من الجنوبيين المسجلين في الخارج و34 في المئة من المسجلين في الشمال أدلوا بأصواتهم، ولكن ليس لدى اللجنة أي أرقام بشأن نسبة المشاركة في الجنوب.
وأعلن أعضاء وفد المراقبين الأوروبيين في تقرير أولي أرسلوه إلى البرلمان الأوروبي أن أجواء من الهدوء تسود سير عمليات التصويت، مشددين على ضرورة أن تحترم كافة الأطراف نتائج الاستفتاء.
ومن المتوقع أن تتواصل أعمال التصويت حتى يوم السبت المقبل، على أن تصدر النتائج الأولية في نهاية كانون الثاني الحالي، على أن تصدر النتائج الرسمية عن مفوضية الاستفتاء في 14 شباط المقبل.
في هذا الوقت دعا زعماء من الشمال والجنوب إلى اجتماعين لحل مشكلة تصاعد أعمال العنف في المناطق الحدودية، لاسيما في منطقة أبيي الخصبة والغنية بالنفط، والتي تطالب بها قبليتا عرب المسيرية والدنكا نقوق المرتبطة بالجنوب.
واجتمع زعماء المسيرية والدنكا اليوم الأربعاء في مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان. وقال الرئيس الجنوبي لإدارة منطقة أبيي دنق اروب كول «سنرى إذا كانوا يستطيعون التوصل إلى اتفاق... لا يمكن العيش بلا أمل». وتابع «سيتحدثون عن حوادث القتل... والماشية التي تم الاستيلاء عليها بين الجانبين وطرق الهجرة وقضايا السلاح التي تغذي الصراع».
وقال كول إن اجتماعا على مستوى أرفع يضم وزيري داخلية الشمال والجنوب وزعماء محليين سيناقش مسألة نشر 300 من أفراد شرطة الجنوب في الآونة الأخيرة في أبيي، وهو ما يعتبر أحد الأسباب الرئيسية للاشتباكات، حيث أشار مصدر في الأمم المتحدة إلى أن المسيرية تشتبه في أن أفراد الشرطة الجدد جنود جنوبيون جاؤوا للسيطرة على المنطقة.
من جهته، قال الأمين العالم للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم إن الحركة مستعدة للاجتماع مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال لبحث قضية أبيي.
وفي الخرطوم، رفض حزب المؤتمر الوطني قبول أي مقترحات أو حلول محلية أو دولية بشأن ملف أبيي ما لم يكن لقبيلة المسيرية دور كبير فيها.
وقال عضو المكتب القيادي في الحزب نزار خالد محجوب إن «الحديث عن مسألة أبيي داخليا ودوليا من غير وجود قبيلة المسيرية كطرف أساسي فيه أمر مرفوض ولا يسهم بحل القضية»، متهما الحركة الشعبية بإثارة قضية أبيي تزامنا مع استفتاء جنوب السودان، عبر تسليح قبائل الدينكا وإقصاء قبيلة المسيرية، لشغل الرأي العالمي عن حالات التزوير الواسعة في عدد من مراكز الاقتراع في الجنوب.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور جون كيري أعلن أنه سيعرض على المؤتمر الوطني مقترحا في الأسابيع القادمة حول أبيي، مضيفا أنه إذا لم يتضمن هذا المقترح دورا رئيسيا للمسيرية يعمل على إعطائهم حقهم كاملا سيكون مرفوضا مهما تكن النتائج.
من جهته، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن عميق القلق إزاء التقارير الخاصة بوقوع اشتباكات في أبيي، داعياً شريكي السلام إلى اتخاذ التدابير الرامية إلى تحقيق تهدئة للوضع في المنطقة وعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
بدورها، دعت الأمم المتحدة سكان أبيي إلى التزام الهدوء، مناشدة طرفي اتفاق السلام الشامل في السودان العمل سويا من أجل إيجاد حل للأزمة، وبحث ترتيبات ما بعد الاستفتاء.
إلى ذلك، أعلن كبير المفاوضين الأميركيين حول السودان برنستون ليمنا إن السودان قد يسحب اعتبارا من تموز المقبل عن لائحة الدول التي تعتبرها واشنطن مشاركة في الإرهاب في حال احترمت الخرطوم نتائج استفتاء تقرير المصير في الجنوب. وأوضح إنها «عملية تأخذ بعض الوقت ولكن في حال كان هناك التزام في اطار الاستفتاء فان الأمل هو في أن يلبي السودان جميع الشروط كي يتم عمل ما في تموز».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد