فينـا الـداء وفينـا الـدواء
أعلن الباحثون عن نجاحهم الأولي في تحويل نوع من الخلايا المتخصصة إلى نوع آخر، قد يستخدمها الأطباء مستقبلياً في أجسام المرضى لشفائهم.
فإذا أدّت نوبة قلبية إلى تدمير نسيج عضلي للقلب، مثلاً، يستطيع الأطباء الاستعانة بخلايا أخرى من هذا العضو، وتحويلها إلى عضلة لمساعدة القلب على الضخ.
ولا تزال هذه العملية تجريبية، حيث قال الباحث الذي أجرى الدراسة في جامعة بنسيلفانيا جون غيرهارت، «أعتقد أن الجميع يعتقدون أن هذا مستقبل ما سيسمّى بعلوم الخلايا الجذعية»، عبر تجسيد ما يحصل طبيعياً في الجسد، لكن بشكل أسرع، حيث تتحول الخلايا الجذعية غير الناضجة إلى خلايا متخصصة.
وفي الدراسة الحالية، تكون الخلايا في مرحلة، هي بمثابة تلك التي تلي مرحلة «الخلايا الجزعية» لدى الجنين بمرحلتين. ويعمل الباحثون على توجيه تلك التحولات، التي قد تساهم في يوم ما بتأمين أنسجة زرع لمعالجة أمراض كالباركنسن والسكري.
وتقنية التحويل المباشر الجديدة، التي بدأت تظهر بوادرها في 2008، لا تمر بمرحلة «خلايا الجنين الجزعية»، بل تحوّل الخلية المتخصصة إلى خلية متخصصة من نوع آخر، كالتجربة التي أجراها الباحثون على الفئران، عندما حولوا خلايا البنكرياس إلى خلايا من نوع آخر داخل جسم الفأرة، فهي تؤمن بشكل سريع وفاعل، الخلايا المتخصصة التي يحتاجها العلماء، على عكس الخلايا الجذعية التي كان استخدامها أصعب من المتوقع وغير فاعل، حيث أن خلايا عضلة القلب التي حولوها من خلية جذعية بالأساس لم تنضج بالكامل، بحسب غيرهارت.
ونجح العلماء في اختباراتهم على خلايا البشر، حيث حولوا خلايا الجلد إلى خلايا الدم في مراحلها الأولى. والسر في تلك التحولات يكمن في أن كل خلايا جسم الإنسان تحمل شيفرة الحمض النووي نفسها، لكن هوية الخلية تحدد بحسب تشكيلة الجينات الناشطة فيها، لذا تتطلب عملية تحويل الخلية، من العلماء، أن يغيروا التشكيلة القديمة عبر وضع إشارات كيميائية لتنشيط جينات معينة.
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد