الإشارات اللاسلكية هل هي بريئة أم متهمـة بقتـل الأشـجار؟
انتشرت الشائعات منذ فترة، وعلى نحو واسع بأن الإشارات اللاسلكية تلحق «الضرر» بالطبيعة. وقيل إن تلك الإشارات تصيب الأشجار والنباتات بأمراض عديدة، متسببة بتصدع في لحائها وبالقضاء على أجزاء من أوراقها.
ذلك الإدعاء، الذي يفترض أنه مرتكز على دراسة هولندية، صدر فجأة في نهاية الأسبوع الماضي، ومذاك تم تداوله في عدد لا يحصى من المنتديات.
وردّت «وكالة أنتينا» الحكومية الهولندية، المعنية بدراسة التأثير الكهرومغناطيسي الذي تحدثه الحقول الكهرومغناطيسية على الصحة، بالدعوة إلى «توخي الحذر بشأن الإكتشافات الأولية غير المؤكدة قبل نشرها»، باعتبار أن «المعلومات المتاحة حاليا، لا تخلص إلى أن الإشارات اللاسلكية تؤدي إلى تدمير الأشجار والنبات».
وقال أستاذ الأشعة في جامعة تامبل، مارفن زيسكن، إن الإشارات اللاسلكية مشابهة لتلك المستخدمة في التكنولوجيا القديمة كالتلفاز والهواتف الخلوية، و«هذا النوع من الإشارات كان موجوداً منذ زمن... ولا جديد بشأن الإصدارات اللاسلكية... وليس هناك أي دليل علمي يؤكد أن تلك الإشارات مثيرة للقلق».
ومع ذلك، سلم مسؤولون في بلدية هولندية، مهمة البحث بشأن المشاكل غير الطبيعية وغير المبررة التي تصيب أشجار المنطقة، إلى باحث في جامعة وايغنينغن منذ سنوات.
وفي الأبحاث التي استغرق إعدادها ثلاثة أشهر، عرّض الباحثون اوراق أشجار لستة مصادر إشعاعية، تصدر موجات لاسلكية بمعدل 2.4 غيغاهيرتز، كتلك التي تصدرها الوسائل اللاسلكية، فأصبحت الأوراق باهتة اللون «كالمعدن البراق، وتلاه جفاف الورق ثم التلف». وفي أبحاث أخرى، تبين أن أكواز الذرة التي تعرضت لتلك الشروط، نمت بشكل أبطأ من المتوقع.
وردّت «أنتينا» أن «الباحث يقول إن تلك هي النتائج الأولية، وإنه لم يتم تأكيدها». وبينت الدراسة أن الأشجار في العالم الغربي تعاني من المشاكل غير المبررة كالتلف المبكر للأوراق، وارتفعت نسبة تلك الأشجار في المناطق الحضارية الهولندية إلى 70 في المئة بعد أن كانت 10 في المئة قبل خمس سنوات.
أجرت «أنتينا» أكثر من 60 دراسة على تأثير الإشارات المغناطيسية اللاسلكية المحتملة على النبات، وكشفت بعض الدراسات تأثيرات ضارة لها، عندما تكون قريبة وقوتها عالية لدرجة تسبب الأضرار الناتجة عن الحرارة، الذي لا يشبه الحال في الحياة اليومية.
المصدر: السفير نقلاً عن «كريستيان ساينس مونيتور»
إضافة تعليق جديد