همساتهم المؤلمة هل تستدر «تسامحكم»؟
«تخليت عن ابني» قالت. هو قال «وأنا لو بحت لهم، لأصبحت وحيداً». هي وشوشات، أو «أصوات في المدينة» برلين، تروي قصص أناس قست عليهم الحياة. لجأوا إلى عائلة أو أصدقاء بحثاً عن حضن. فكان الرد نفيا مدى الحياة. إنهم مرضى نقص المناعة المكتسبة «الإيدز».
«أصوات المدينة» مشروع ممول من متبرعين مجهولين، سينطلق في 15 موقعا من العاصمة الالمانية في 25 تشرين الثاني ويستمر حتى 8 كانون الأول، تُسرد فيه، بشكل متواصل، قصص أشخاص أصيبوا بالإيدز.
سبعة مرضى يروون فصولا من حياتهم على مدى ساعة، علناً، عبر مكبرات الصوت وسط ساحات انتشرت فيها الإشارات الحمراء.
وستكون الأصوات المتصاعدة من مكبرات الصوت مختلفة، وربما مؤثرة كصوت المريضة إيفا التي تقول: «الكل يهلل لأننا عشنا فترة أطول... ولكن إذا علم جيراني أنني مصابة بالإيدز فسيوصدون الباب في وجهي» كحال أترابها من مرضى الإيدز.
ودعا الطبيب الألماني المختص بعلاج الإيدز في مستشفى أوغست فيكتوريا، كريستوف فيبر، المشارك في المشروع، إلى «النظر إلى مرضى الإيدز بطريقة جديدة ومختلفة عما كان ينظر إليهم في الثمانينيات والتسعينيات»، مشيراً إلى أن الإيدز لم يعد مرضاً قاتلاً، في ظل تقدّم العلم وتطور الأدوية.
لكن التغيير على المستوى العلمي، لم يطل حياة المرضى في الواقع المعاش. ولا يزال المصابون بالإيدز يفصلون من عملهم إذا ما علم أرباب العمل بمرضهم. ولا يزال معظمهم يعيشون في عزلة.
وقال فيبر إنه «عندما يبوح أحدهم بإصابته بالإيدز، خارج نطاق أسرته، يخاف من نفور الآخرين منه».
المصدر: د ب أ
إضافة تعليق جديد