9453 إصابة في دمشق وريفها خلال أيام العيد
لم تكتمل فرحة العيد في برزة البلد بل تحول مكانه إلى خيمة عزاء كبيرة تبادل فيها الأهالي أكثر الكلمات ألماً بعد موت طفل بعمر الزهور إثر هرس رأسه بين أعمدة مرجوحة، موت الطفل أحال الفرح إلى حزن والعيد إلى مأتم علني.
كان ابن برزة بحسب الإحصائيات لكافة مستشفيات دمشق الوفاة الوحيدة المسجلة خلال فترة العيد بسبب السقوط، وهذا لا يعني عدم وجود إصابات مختلفة بسبب المراجيح أو السقوط عن ظهور الحيوانات أو السقوط من مرتفعات أو حوادث الدراجات النارية التي شهدت انخفاضاً كبيراً بعددها ونوعيتها حيث لم تتسبب الدراجات النارية بوفاة واحدة في دمشق على حين بقي الرقم مجهولاً في ريف دمشق ولكن وفيات حوادث السير عموماً خلال فترة العيد في الريف وصلت إلى 8 وفيات.
انخفاض حوادث السير وخاصة الدراجات النارية، وانخفاض إصابات مسدسات الخردق أو الخرز والمفرقعات عوضتها إصابات الجهاز الهضمي كحالات التسمم والإسهال والالتهابات الناتجة عن الأطعمة الفاسدة أو الملوثة، وقد سجل مستشفى الهلال الأحمر رقماً لافتاً للنظر مقارنة مع باقي الحالات حيث وصل عدد المراجعين لقسم الهضمية خلال أيام العيد الأربعة 500 مريض بحسب إحصائيات المستشفى.
وبين نائب المدير العام للهلال الأحمر أنور العيد أن ارتفاع إصابات الجهاز الهضمي تعود إلى ارتفاع نسب التسمم نتيجة الإقبال على المواد الغذائية المكشوفة على حساب المفرقعات التي لم تعد موجود بكثرة بسبب الرقابة عليها والوعي الذي اكتسبه الناس حول خطورتها ويضاف لما سبق قلة انتشار ألعاب مسدسات الخرز للأسباب ذاتها.
وتؤكد الأرقام ما جاء على لسان الطبيب «العيد» حيث نالت الإصابات الداخلية الهضمية النسبة الكبرى من مراجعي الإسعاف في الهيئة العامة لمستشفى دمشق «المجتهد» حيث وصل العدد إلى 1348 إصابة من أصل 4040 مريضاًَ دخلوا الإسعاف خلال أيام العيد، ويعود السبب برأي رئيس قسم الإسعاف في مشفى المجتهد سامر خضر إلى انتشار الباعة الجوالين بكثرة في المناطق المخصصة للأعياد، وبالنسبة لبقية حالات الإسعاف فتوزعت بين 1289 حادثاً منهم 364 طفلاً و1080 إسعافاً للأطفال يشمل حالات مرضية مختلفة منها الهضمية والعظمية، ووصل إلى المستشفى أيضاً 187 حالة إسعاف أذنية و110 مرضى عينية منهم 38 حالة إصابة بالخردق، و26 حالة عناية إسعافية.
أما إحصائيات ريف دمشق فجاءت مخالفة من حيث التوزيع لدمشق ففي الريف لم يسجل غير حالة تسمم غذائي واحدة ومثلها تسمم دوائي ولكن الرقم غير دقيق فبحسب متابعات خبير السلامة والوقاية من الحوادث محمد الكسم انتشرت أيضاً البسطات وبكثرة والباعة الجوالون والمشروبات المكشوفة والمأكولات السريعة المصنوعة بطريقة «كيف ما شاء» وهناك مثال في منطقة القدم حول فيها صاحب «سوزوكي» سيارته إلى مطعم في وسط الطريق وباع فيها كل أنواع الشطائر من الجبن إلى اللحوم والفلافل والحلاوة وغيرها. «موسم عيد» ربما هذه العبارة تختصر واقع ما يجري بالنسبة للباعة الجوالين وبحسب رؤية الكسم هناك من يستغلون هذه الفرصة لبيع أنواع من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الفاسدة حتى من الطعام، فعشرات الآلاف من الناس يجوبون الشوارع ولا يجدون فرصة للعودة إلى المنزل وتناول الطعام هناك، إضافة إلى ضعف حالة الرقابة على المواد المبيعة في تلك الأيام لعدم وجود دوريات تموينية أو دوريات متخصصة بالسلامة الغذائية والسلامة العامة عموماً وهذا ما طالب الكسم بإيجاده من خلال توجيه وزارة الإدارة المحلية لجميع المحافظات لتشكيل لجان متخصصة وتجمع ضابطاً من شرطة المحافظة ومهندساً وطبيباً متخصصاً وأصحاب خبرة جميعاً يجولون على تجمعات الأعياد ويراقبون ويفحصون ويكشفون على المواد المبيعة والمراجيح وخاصة أن هذه الأخيرة تصنع في ورش بدائية لا تراعي مقاييس السلامة وتجري حسابات للمسافة بين العامود المتحرك في المرجوحة والعامود الثابت وهناك حالات في أعياد سابقة لم تصل حد الموت كما حال ابن مساكن برزة ولكنها نزعت جلدة الرأس لعدة فتيات نتيجة حشره بين الأعمدة، وهنا طالب الكسم بمتابعة هذه الألعاب والمتابعة جاءت بنتائج جيدة خلال السنوات الماضية ولكن لا بد من المزيد لإنهاء مثل هذه الحالات المميتة أو الخطرة. بالطبع انخفاض إصابات مسدسات الخرز لم يكن بالمستوى المطلوب بحسب توضيح الكسم فماذا يعني أن يكون هناك 38 حالة إصابة عينية بسبب مسدسات الخردق في مستشفى المجتهد فقط؟ وهذا يعني مخاطر تبدأ بالرضوض وتنتهي بالعمى مروراً بإصابات تحتاج إلى عدة عمليات جراحية إلى أن تعود العين إلى وضعها الطبيعي، والغريب بالأمر أن هذه المسدسات رغم المنع والحملة عليها قبل العيد إلا أنها لا تزال تباع على رؤوس الأشهاد في المحال وعلى البسطات دون رقيب أو حسيب بحسب تعبير الكسم.
الحملة الشرطية والتوعية لعبت دوراً واضحاً أيضاً في ريف دمشق بحسب تعبير رئيس دائرة دعم القرار في مديرية صحة ريف دمشق الطبيبة رهام الخطيب، التي أضافت إلى تلك الحملة وجود سيارات إسعاف وكوادر طبية مستنفرة أمام التجمعات في القرى والمدن واستنفار المراكز الطبية والمستشفيات ووجود أيضاً سيارات إسعاف على الطرق الدولية كطريق حمص دمشق وطريق درعا دمشق وطريق التنف دمشق، ولكن هذا كله لم يمنع وقوع 8 حالات وفاة نتيجة حوادث السير التي سجلت رقماً من الإصابات خلال فترة العيد وصل إلى 583 من أصل 1248 إصابة في الريف وشملت إصابات الحوادث 95 جريحاً و124 رضاً و38 كسراً ومحروقاً واحداً و317 حالة مختلفة غير جميع ما سبق.
وفي الترتيب العددي بعد حوادث السير في ريف دمشق تأتي الحوادث المنزلية حيث سجل 348 إصابة ثم السقوط وسجل فيها 240 إصابة وبعدها 25 مشاجرة و3 حالات بسبب المفرقات النارية و2 طعن سكين والدراجات النارية رغم انخفاض تعداد الحوادث فيها إلا أنها لم تنخفض عن 47 حادثاً.
وبالعودة إلى دمشق والتي سجل مشفى المجتهد فيها 4040 حالة إسعاف وابن النفيس 1490 حالة والهلال الأحمر 1175 وفي مستشفى المواساة الجامعي سجل نحو 1500 حالة بحسب معاون المدير العام للشؤون الطبية شادية الخضري والمسجل على الورق هم نحو 1200 ولكن هناك ما لا يسجل بسبب السرعة أو لعدم خطورة الإصابة وأكدت الخضري أن الإصابات من حيث النوعية سجلت اختلافاً كبيراً عن السنوات السابقة حيث سجل انخفاض في الحوادث الناتجة عن المفرقعات النارية ومسدسات الخرز وهذا يعود إلى دور الحملة القامعة لهذه الألعاب ولكن كان هناك حالات سقوط وصلت إلى 200 حالة وحالات وفاة وصلت إلى 112 حالة تقريباً مختلفة الأسباب خلال فترة العيد منها شابان فقط بسبب حادث سير.
جابر بكر
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد