الجامعات الخاصة.. طلاب بلا مقاعد دراسية ومقالب مالية
قامت الجامعة السورية الدولية للعلوم والتكنولوجيا باقصاء نحو ألف طالب من مقاعدها من جميع الاختصاصات الذين سجلوا كمستجدين للعام الدراسي الحالي 2010-2011 بعد ان مضى اكثر من شهر على افتتاح باب التسجيل
لديها و ما زال هؤلاء الطلبة بانتظار الدوام ومتابعة دروسهم وخاصة انهم لم يسجلوا بمفاضلة الجامعات الحكومية باعتبارهم سيقدمون الوثيقة الأصلية للجامعات الخاصة.
وحسب ما اشار اليه الطلبة وذووهم انهم راجعوا ادارة الجامعة اكثر من مرة ليكون الرد: ان الجامعة في حالة انتظار لقرارات الوزارة ولمجلس الامناء الى ان جاء الرد النهائي في رئاسة الجامعة، ان الوزارة لم تسمح لهم بفتح باب التسجيل لهذا العام وانه على الاهالي ان ينتظروا القرارات الوزارية بشأن هذه القضية.
وبعد سجال طويل بين الاهل وادارة الجامعة تصبح الكرة في ملعب وزارة التعليم العالي لتفسير سبب حدوث هذه المشكلة الصارخة بحق طلبتنا الذين فقدوا فرصتهم في المفاضلة العامة وفي الجامعات الخاصة التي اوجدتها الدولة كرديف للجامعات الحكومية فما هو مصيرهم هذا العام وايضا العام المقبل، هل سيبقون خارج اسوار التعليم العالي؟ ومن سيعوض لهم عامهم الدراسي الحالي في حال فقدوه وكانت القرارات غير منصفة لهم؟
إيبلا وعشرات الطلبة دون مقاعد دراسية
تساؤلات مطروحة من قبل الجميع ترافقها مطالب بحلول سريعة وخاصة ان الامر مشابه لدى الطلاب المسجلين في جامعة ايبلا الخاصة فهناك ايضا عشرات الطلبة الذين فقدوا مقاعدهم بعد قبولهم والتحاقهم بالدوام النظامي والسبب يعود ايضا لقرار وزاري حيث قامت الجامعة باقصائهم بعد ان وصلها القرار الوزاري الذي يقضي بقبول 40 طالبا فقط.
هذه الصورة التي تحتاج لتوضيح من وزارة التعليم العالي هي ايضا تحمل سؤالا مهما : لماذا لا تعمد الوزارة الى تسوية تجاوزات ومخالفات الجامعات الخاصة قبل بدء العام الدراسي؟ ولماذا لا توضح اوضاع هذه الجامعات للطلبة ؟.
التعليم العالي : الجامعات الخاصة لم تلتزم وستطبق عليها غرامات كبيرة
بدورها وزارة التعليم العالي وتوضيحاً لما تقدم أكدت ما يلي:اقدمت جامعة ايبلا الخاصة على تسجيل اضعاف اعداد الطلاب المحدد لها وفقا للقواعد والانظمة المعتمدة من الوزارة وقبل ان يتم تحديد الاعداد التي يمكن قبولها وفق كل اختصاص.
وتحدد وزارة التعليم العالي بشكل مسبق شروط التسجيل والقبول في الجامعات الخاصة وفقا لما يلي: عدد الاساتذة الذين سيدرسون في الكلية، المساحة المتوفرة وفق الانظمة، بعد الالتزام بنسبة «الاستاذ الى الطالب».
وعليه تمت الموافقة على منح جامعة ايبلا قبول 40 طالبا مستجدا في اختصاص الصيدلة علما انه لديها 200 طالب من الطلاب القدامى يدرسون في هذا الاختصاص وقد فوجئت الوزارة بمخالفة بعض الجامعات الخاصة لهذا الموضوع وقبولهم عشرات ومئات الطلاب مع عدم توافر الكادر التدريسي اللازم لهذا العدد.
علما ان الجامعات الخاصة قد تبلغت منذ شهر شباط الماضي بالتعميم المتضمن الوثائق الواجب توافرها في ملف عضو الهيئة التدريسية وقد اكدت الوزارة بناء على الاجتماعات المتكررة مع السادة رؤساء الجامعات الخاصة على عدم تسجيل طلاب مستجدين قبل صدور الاعداد المسموح بقبولها في كل جامعة خاصة.
وبالتالي : فقد تجاوزت هذه الجامعات العدد مخالفة بذلك قواعد الاعتماد الواضحة وقرارات مجلس التعليم العالي ويؤكدون ان الوزارة ستقوم بتطبيق قرارات مجلس التعليم العالي ولائحة الجزاءات المفروضة على الجامعات الخاصة المخالفة وفق المرسوم رقم 70 لعام 2009 والذي ينص على ان تقوم الجامعة بسبب زيادة العدد المحدد لقبول الطلاب في كل برنامج بدفع مبلغ 400 ألف ليرة سورية غرامة على كل طالب زيادة مع حسم عدد المقبولين زيادة عن حصة الجامعة للقبول العام القادم .
ومن الوثائق التي ارفقتها الوزارة ضمن ردها : تعميم رقم 3030/22 شباط 2010 يتضمن الوثائق التي يجب توافرها في ملف عضو الهيئة التدريسية والتعميم رقم 12337 /ت.خ تاريخ 2010 الموجه الى الجامعات الخاصة يتضمن تأكيد عدم قبول الطلاب المستجدين ما لم تصدر تعليمات الوزارة بالعدد المسموح.
من كل ما تقدم يبقى السؤال : هل مخالفة الجامعات الخاصة وتغريمها يكفي لحل مشكلة الطلبة الذين اصبحوا امام طريق مسدود.
ميساء الجردي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد