استمع أيها الصغير
إذا كان تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق فأنا أحب الحيوانات الصامتة، لأن ما بين الذكاء والغباء مسافة أربعة أصابع تميز بين الذي يصغي وذاك الذي يتكلم.. هل تعتقد أن ما تقوله هو ما يميزك في نظر الناس؟ إذاً فاعلم أن أي جملةٍ سوف تقولها فإن الناس قد سمعوا أو قرؤوا ما هو أذكى منها، وأي جملةٍ لم تقلها فإن الناس سوف يعتقدون أنها أعمق من أي جملةٍ سمعوها؛ فقط إصغِ لهم بانتباه لكي تكبر في عيونهم.. فالبومة لُقبت بالحكيمة لأنها تصمت وتتأمل كل هذا الليل من حولها بحثاً عن فأرة، بينما الفئران تعتقد أنها تبحث عن الحكمة!؟
أنا لا أقول لك اخرس ولا تتكلم بل أطلب الاختصار، وإذا أمكنك أن تختزل وجودك في الحياة بجملة واحدة فأنت الرابح ومؤسسات الاتصال هي الخاسر الأول..
حاشية على ناصية الإنترنت: إنه كلام افتراضي، في عالم افتراضي، لبشر افتراضيين، تحبهم لأنك لم تلتقِ بهم ويصغون إليك... هل أنت وهمٌ، هل أنت إله.. النِت شيطان العقل وآدمه، يوحي لك بما يوصلك إليك.. إنه وحدة الوجود في عالم افتراضي يملأ الأثير الذي تسبح فيه ويتدفق فيك... انزعوا الأقنعة، قشروا بيضة العقل، ووسِّعوا العيون.. فهذا الفجر يضيء الروح ويفجر العقل، بينما شرطة السماء ما زالت تسدل الستائر وتخفي الشمس قبل أن تشرق من وجوه النساء وتغرب في قلوب الرجال.. ارفعوا الستائر، مزقوا الحجب واتبعوا قوافل الجنة ..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد