نتنياهو يتجنب تمديد تجميد الاستيطان ويدعو لـ"ضبط النفس"
قبل ساعات من انتهاء سريان قرار الحكومة الإسرائيلية بتجميد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية الأحد، تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الكشف عما إذا كانت ستمدد قرار تجميد البناء أم لا، إلا أنه دعا "المستوطنين والجهات السياسية المعنية"، إلى "التحلي بالمسؤولية وضبط النفس"، مثلما فعلوا خلال فترة التجميد التي امتدت لعشرة شهور.
وما زال رئيس الحكومة الإسرائيلية يواصل مشاوراته مع كبار المسؤولين في حكومته، بالإضافة إلى الاتصالات الجارية مع الإدارة الأمريكية، سعياً إلى إيجاد تسوية للخروج من هذا "المأزق"، خاصةً أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أكد في أكثر من مناسبة، أن استئناف الاستيطان يعني انتهاء مفاوضات السلام المباشرة، التي بدأت قبل أسابيع قليلة بين الجانبين.
وكشفت الإذاعة الإسرائيلية أن ديوان رئيس الحكومة طلب من الوزراء وكافة المسؤولين عدم التحدث إلى وسائل الإعلام عن موضوع تمديد قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية من عدمه، خلال الساعات الأربعة والعشرين المقبلة، كما طلب من النائب عن حزب "الليكود"، داني دانون، تقليص حجم النشاطات التي كان ينوي القيام بها، بمناسبة انتهاء مفعول قرار التجميد.
كما نقل راديو "صوت إسرائيل" عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء، أن نتنياهو يعتقد بأن استمرار عملية السلام "أمر مهم جداً"، ولذلك طلب من مختلف الجهات المعنية إبداء ضبط النفس، لدى اقتراب موعد انتهاء تجميد البناء، دون أن تتضح طبيعة القرار الذي ستصدره الحكومة الإسرائيلية، بهذا الشأن، في وقت لاحق الأحد.
ويواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي وجد نفسه بين فكي رحى، مأزقاً صعباً يهدد بانهيار حكومته، حيث يتعرض لضغوط هائلة من جانب السلطة الفلسطينية وإدارة أوباما لتمديد فترة تجميد بناء المستوطنات، كما يتعرض لضغوط أكبر من جانب شركائه بالائتلاف الحكومي لإنهاء التجميد.
وفي إطار ممارسة مزيد من الضغط على حكومة نتنياهو، يعتزم عشرات المستوطنين وأعضاء الكنيست تنظيم مسيرة احتجاجية، مع موعد انتهاء سريان قرار التجميد الأحد، للمطالبة باستئناف أعمال البناء، ومن المتوقع أن يقوم المتظاهرون باستخدام عدد من الجرافات في القيام بعمليات حفر في بعض المواقع، في إشارة على استئناف بناء وحدات استيطانية جديدة.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد جدد، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك السبت، تهديداته بالانسحاب من المفاوضات المباشرة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، إذا لم يتم تجميد أعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد عباس أن "على إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار الاستيطان"، واعتبر أن المطالبة بتجميد الاستيطان، ورفع الحصار، ووقف السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية، لا تشكل شروطاً مسبقة غريبة عن مسيرة العملية السلمية، بل هي تنفيذ لالتزامات وتعهدات سابقة.
ورد الناطق باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن، جوناثان بيليد، بأن "إسرائيل تعتقد أنه ينبغي إجراء المفاوضات دون شروط مسبقة وأن تتواصل المباحثات المباشرة على الرغم من الخلافات بين الجانبين."
وعكف المسؤولون الأمريكيون على ما أسموه بـ "مفاوضات مكثفة" للتوسط بين الجانبين، وقال مسؤولان في وزارة الخارجية الأمريكية إن عباس التقى السبت بالمبعوث الأمريكي الخاص للسلام في المنطقة، جورج ميتشل.
وصرح فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية، بأن المستوطنات قضية مهمة بالنسبة للجانبين، والطريقة الوحيدة لحلها، إلى جانب القضايا المحورية الأخرى، عن طريق المفاوضات المباشرة.. "نأمل أن يتخذ الجانبان القرار الصحيح بالحفاظ على تحرك المفاوضات قدماً."
وكشفت مصادر أمريكية مسؤولة إن واشنطن، وفي سياق مساعيها من أجل التغلب على "مأزق" المستوطنات، طرحت سيناريوهات من شأنها أن تمنح إسرائيل موقفاً لا يبدو كرضوخ منها: رفع التجميد شريطة مطالبة كافة المستوطنين الذين يخططون للبناء إعادة التقدم للحصول على تصريحات جديدة مما سيؤخر عملية أي بناء جديدة لعدة أشهر، وهو ما لم توافق عليه إسرائيل، أما المقترح الآخر فقد دعا إلى استمرار قرار التجميد ولكن السماح ببناء محدود في المستوطنات.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قد حثت عباس عقب الاجتماع به في نيويورك فجر السبت، عدم التخلي عن المفاوضات، وقال مساعد وزيرة الخارجية، جيفري فيلتمان: نحن ندرك تماماً المهلة النهائية ونحث إسرائيل على تمديدها، كما أننا أوضحنا للفلسطينيين بأن الانسحاب من المحادثات لا يصب في مصلحتهم."
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد