واشنطن تطالب العرب بتأجيل تصويت (ضم إسرائيل للمعاهدة النووية)
طالبت إدارة الرئيس باراك اوباما رسمياً من الدول العربية تأجيل التصويت على مشروع قرار يدعو إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، معتبرة أن خطوة كهذه قد تعرقل فرص نجاح المؤتمر الدولي الخاص بجعل الشرق الأوسط منطقة منزوعة السلاح النووي، والذي سيعقد بعد عامين، وأنها ستقوّض الجهود المبذولة لإنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وقالت مصادر أن الإدارة الأميركية، ممثلة بوكيلة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون مراقبة التسلح وشؤون الأمن الدولي ايلين تاوشر ومسؤول شؤون مراقبة التسلح وحظر الانتشار النووي في البيت الأبيض غاري سايمور، أجرت لقاءات مع السفراء العرب المعتمدين في واشنطن لإبلاغهم بأن اعتماد هذا القرار «غير بناء وغير منصف تجاه إسرائيل، ويؤثر سلباً على جهود السلام» في المنطقة، مطالبة بتأجيل التصويت عليه لفترة عام على الأقل.
وكانت اجتماعات مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي قد عقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في أيار الماضي بمشاركة 188 دولة. وقد اتخذ هذا المؤتمر قراراً يقضي بجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي. وقد رحّبت إدارة أوباما بالإجماع الذي تمّ التوصل إليه في هذا الاجتماع الأخير، لكنها عارضت بشدة ذكر إسرائيل في البيان الختامي الذي دعا الدولة العبرية للانضمام إلى المعاهدة ووضع جميع مرافقها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما نص البيان الختامي على تنظيم مؤتمر دولي في العام 2012 يُفترض ان يؤدي الى قيام منطقة منزوعة من اسلحة الدمار الشامل تشمل اسرائيل وايران.
وقال مصدر حكومي اميركي: «نحن ندعم فكرة أن يكون الشرق الأوسط خالياً من كل اسلحة الدمار الشامل، بما فيها الاسلحة النووية»، مشيراً إلى أنّ «الولايات المتحدة تواصل دعم قرار معاهدة حظر الانتشار النووي للعام 1995 حول الشرق الاوسط الذي يلتزم بإقامة منطقة خالية من الاسلحة النووية فضلاً عن غيرها من اسلحة الدمار الشامل». وختم المصدر الاميركي بالقول إن «هذا ممكن فقط في اطار السلام والاستقرار الاقليميين الدائمين اللذين يمكن تحقيقهما فقط عندما تشعر كل دول المنطقة بالأمان»، مشيراً على أنّ «احراز تقدم في جعل الشرق الاوسط خالياً من اسلحة الدمار الشامل سيصبح اكثر صعوبة اذا استمرت ايران بإثارة القلق في المنطقة وخارجها حول طبيعة برنامجها النووي».
وتقترح الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، قراراً غير ملزم على الجمعية العامة السنوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقدة حالياً في فيينا بحضور اعضائها الـ151. ويدعو نص القرار المقترح اسرائيل للانضمام الى المعاهدة بناءً على الاختراق الذي تحقق في أيار الماضي في نيويورك، في وقت تربط فيه اسرائيل انضمامها الى هذه المعاهدة بتحقيق السلام الشامل في المنطقة، فيما تؤكد الدول العربية ان لا سلام من دون تخلي اسرائيل عن سلاحها النووي.
وقد ابلغت الادارة الاميركية السفراء العرب في واشنطن ان التصويت على قرار كهذا سيؤثر سلباً على الاقتراح المصري لعقد المؤتمر عام 2012، وسيجعل اسرائيل ترفض المشاركة فيه. كما ذكرت الادارة ان هذه الخطوة ستكون بمثابة مؤشر سلبي قد ينعكس على جهود المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
جو معكرون
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد