عقلـك كـاذب وغشـاش ومخـادع
هل سبق أن شعرت بأنك عشت المشهد من قبل؟ لا تصدق كل ما يمليه عليك دماغك لأنه ليس كل ما في عقلك من ذكريات حقيقة! فالعقل يخادعنا لأن تكرار النظر إلى مشهد ما قد يخلــق لدينـا ذكريات خاطئة!
وأكد علماء نفس من ألمانيا وكندا أنه عندما تشاهد، بصورة متكررة، شخصاً ما يقوم بعمل تراه سهلاً وجيداً في آن، فإن دماغك، لا شعورياً، يطبع المشهد كأنك أنت من قام به. وهكذا تقنع نفسك، مثلاً، بأنه بإمكانك أن تلعب كرة القدم بالحرفية ذاتها للاعبين الذين تشاهدهم باستمرار! لا عجب في أن ذاكرتك تصير مقتنعة بأنك لعبت جيداً من قبل، بحيث تجد أن أداءك الحالي أسوأ من قبل!
وفي الدراســات الأربــع التي أجراها الباحثون ونشرت في مجــلة «العلــوم النفسية»، وجد الباحثون «مصدراً غير مكتشف حتى الآن للذكريات الكاذبة، ويكمن في المشاهدة اليوميـة لأعمال الآخرين».
ووجد الباحثون أن مشاهدة فيديو لشخص ما يحرك زجاجة، تخلق لدى المشاهد ذاكرة خاطئة بأنه هو من قام بتحريك الزجاجة. لكن الذاكرة الخاطئة كانت أكثر ترسخاً عند الأفراد الذين طلب منهم أن يتخيلوا أنهم يحركون الزجاجة.
وحتى بعد أسبوعين من انتهاء الدراسة، كان الأفراد الذين شاهدوا شخصاً آخر يحرك الزجاجة أكثر إصراراً على أنهم هم من حرك الزجاجة، مقارنةً مع الأفراد الذين طلب منهم أثناء الدراسة أن يقرأوا بصوت عال «حرك الزجاجة» أو الذين لعبوا لعبة الكلمات فيها جملة «حرك الزجاجة».
ووقع الأفراد في هذه الدراسات في فخ الذكريات الخاطئة، على الرغم من أن العلماء حذروهم من أنهم عرضة لها وأنه عليهم أن يميزوا بين الأفعال الحقيقية وتلك المشاهدة.
وقال العالم الألماني في جامعة «جاكوب»، جيرالد اشتيررهوف انه «تنبيه الى أنه لا يمكن الاعتماد على ذاكرتنا دائماً».
كما وجد الباحثون نشاطاً في مناطق الدماغ التي تتحكم بالرمي عندما راقبوا الصور الدماغية لفرد يشاهد فيديو لشخص يرمي كرة. وعندما عرض على أفراد آخرين صوراً لأشخاص يضحكون أو يبكون، أضاءت المناطق الدماغية المســؤولة عن الفرح والحزن.
وهذا دفع بعض علماء الأعصاب إلى اعتبار أن ما تعكسه المرايا الدماغية الغريزية يساعدنا على استيعاب وفهم بيئتنا الاجتماعية والنفسية. ويعتقد العلماء أن «مرآة الخلايا العصبية» قد تكون مشاركة في عملية الخداع العقلي.
السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد