مواجهة بين أمانو وطهران في اجتماع حكام الوكالة الذرية
وجّه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أمس، انتقادات شديدة اللهجة لايران، متهماً إياها بـ«عرقلة» عمليات التفتيش النووي على أراضيها عبر اعتراضها على دخول بعض المفتشين، وأعلن في الوقت نفسه عن استعداده لعقد اجتماع في فيينا حول اتفاق تبادل الوقود النووي، فيما احتجت ايران رسمياً على تقرير أمانو، واعتبرته «غير متوازن ومضلّلاً».
في هذه الأثناء، حثّ المندوب الأميركي لدى الوكالة، غلين دافيس، الدول العربية على سحب قرار يدعو إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي، بحجة أن القرار قد يضغط على الدولة العبرية ويؤثر على مجرى المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، وقال «نحتاج لإرسال نبض إيجابي لعملية السلام»، مضيفاً أن الأولوية لإنجاح مؤتمر مقرر في العام 2012 لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية معتبراً أن «الضغط على اسرائيل سيمنع انعقاد المؤتمر»، وتابع «نعمل مع الجامعة العربية وشركاء آخرين لحضّهم على سحب القرار حول قدرات اسرائيل النووية»، فيما شدّد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، على ضرورة أن توقع اسرائيل معاهدة حظر الانتشار.
وقال امانو في كلمة القاها خلال اجتماع الخريف لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعددهم 35 في فيينا: «علمت بأسف شديد قرار ايران عدم السماح لمفتشين اثنين بدخول اراضيها بعدما قاما أخيراً بعمليات تفتيش في ايران». واشار في افتتاح الاجتماع المغلق الذي يستغرق الاسبوع بكامله ان «الاعتراضات المتكررة للايرانيين على السماح بعمل مفتشين مطلعين على دورات الوقود النووي والمواقع في إيران يعرقل عملية التفتيش».
وشكا امانو في تقرير سري سلمه الاسبوع الماضي الى مجلس الحكام من «سحب الترخيص» من المفتشين. وتحدّث على الأخص عن رفض طهران الإجازة لمفتشين اثنين بالعودة الى ايران في اواخر ايلول الحالي بعدما اتهمتهما برفع تقارير «مغلوطة». غير ان امانو كرر ثقته بمفتشي الوكالة الاثنين وقال «أعرب عن ثقتي التامة بمهنية وحيادية المفتشين المعنيين... كل منهما خبير في دورة الوقود النووي ولديه تجربة طويلة في ايران».
واعلن امانو في بيانه التمهيدي «انني على استعداد لعقد اجتماع بشأن تبادل الوقود النووي في فيينا»، وبشأن توفير وقود مفاعل طهران للابحاث قال امانو إنه تلقى ردود الدول الثلاث فرنسا وروسيا واميركا في 24 أيار الماضي في اطار المشاورات التي اجراها مع الاطراف المعنية وقام بنقلها الى ايران فور وصولها، وذلك بعد طلب طهران من الوكالة تقديم التسهيلات من اجل توفير الوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران للابحاث.
من جهته، اعتبر المندوب الأميركي لدى الوكالة، غلين دافيس، أن منع المفتشين «يشكل تطوراً مقلقاً، يحمل في طياته تهديداً للمفتشين النوويين... ورسالة إليهم بأنهم إذا قاموا بعملهم ونقلوا ما يرونه، قد يخطفون ويقتلون عند الفجر، بالتعبير المجازي»، كما اعتبر أن تقرير أمانو «يشكل دليلاً واضحاً على رفض ايران التجاوب مع قلق المجتمع الدولي».
إلا ان رد طهران بلسان السفير الايراني لدى الوكالة لم يتأخر في الصدور. وقال علي اصغر سلطانية للصحافيين «ارفض بشكل قاطع» التصريحات بأن رفض الترخيص لهذين المفتشين «يعرقل» عمل الوكالة. واشار الى ان ايران تمارس حقاً لها، لان الاتفاق حول تدابير الحماية يسمح لها باستخدام حق النقض على تسمية المفتشين، من دون حتى تعليل هذا الرفض.
وأفادت وكالة «مهر» للانباء بأن سلطانية بعث برسالة الى امانو انتقد فيها تقريره الأخير حول النشاطات النووية السلمية الايرانية واعتبر انه جاء بفعل ضغوط خارجية. واشار الى ان تقرير امانو كان يجب ان يتضمن تأييداً لتقرير مفتشي الوكالة الذي أكد عدم انحراف المواد النووية، وانها تستخدم لأغراض سلمية. وأوضح أن تقرير أمانو يحتوي على تفاصيل دقيقة جداً للانشطة الفنية العادية الجارية في إطار الانشطة النووية السلمية الايرانية وهو ما يتعارض مع المحافظة على المعلومات السرية الحساسة للدول الاعضاء.
ودعا وزير الخـارجية الإيراني منوشهر متكي، في مؤتمر صحافي في طهران، لإجراء تعــديلات في تشكـيلة مجـموعة الــقوى الكبرى (5+1) قبل استئناف المحادثات بين الجانبين بشأن تبادل الوقود النووي مرة أخرى. وقال «ستجرى المحادثات بشــأن تبادل الوقــود النووي في إطار مجموعة فيينا فقط»، الــتي تضــم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكرر مطالبة طهران بضم إسرائيل إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أبلغه بأنه ينوي المشاركة في اجتماع للأمم المتحدة حول حظر الانتشار النووي في نيويورك يوم 24 أيلول الحالي، على هامش مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما أفاد مسؤول أميركي بأن الرئيس باراك اوباما لن يشارك في الاجتماع.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد