ماذا لو اخترق القراصنة حواسيب سياراتنا؟
تقود سيارتك الفارهة على طريق سريع. فجأة تتوقف المكابح. يهدأ المحرّك. وتقفل عليك الأبواب. ثمة من يتحكم بسيارتك. ماذا حدث؟ هل يعقل أن يتمكن القراصنة الإلكترونيون من اختراق حواسيب سياراتكم؟ هم لم يفعلوا بعد، ولكنهم سيفعلون، في أقرب وقت ممكن.
فقد حاول علماء من أربع جامعات أميركية استباق القراصنة ولو بخطوة، فأثبتوا حقاً أن حواسيب السيارات قد تكون عرضة للقرصنة.
واستطاع العلماء من جامعتي «روتغرز» و«كارولينا الجنوبية»، اختراق نظام السيارة الإلكتروني، عبر التحكم بإشارة الإنذار الخاصة بضغط الإطارات اللاسلكي في السيارة المستهدفة، فيما كانت السيارة تسير بسرعة 60 ميلاً في الساعة.
وتتم القرصنة اللاسلكية من خلال الاستفادة من أجهزة الاستشعار داخل الإطارات، التي تبث إشارة موجزة كل 60 أو 90 ثانية، وترسلها إلى أحد أنظمة حاسوب السيارة. ولكن العلماء اكتشفوا أنه يمكن اعتراض هذه الإشارات الضعيفة، عن بعد 120 قدماً، بمعنى أنه يمكن اختراق السيارة المستهدفة من أي مكان على جانب الطريق أو عبر سيارة في زحمة السير.
ولم يكتف العلماء بهذا القدر، بل قاموا بإرسال إشارات تحذير خاطئة عن انخفاض ضغط الهواء إلى لوحة أجهزة القياس في السيارة، ما أدى إلى تدمير الحاسوب الداخلي.
قد يبدو التحكم بضغط الإطارات بسيطاً أمام ما قام به علماء آخرون، عندما تمكنوا من اختراق شبكات حاسوب السيارة التي تتحكم بالمحرك، والمكابح وأقفال الأبواب.
وفي دراسة أخرى، تمكن باحثون في جامعتي «واشنطن» و«سان دييغو»، عبر استخدام برنامج قرصنة يدعى «كار شارك» أي السيارة القرش، من «إظهار القدرة على التحكم بمجموعة واسعة من وظائف السيارة وتجاهل أوامر السائق كلياً، من الفرامل والمحرك والأقفال...».
كل ذلك ينذر بـ«خطر» يلوح في الأفق، ما ان يتعلّم «قرصان حاقد» كيفية استغلال أو غزو نظام التحكم بالسيارة عن بعد.
وقال الأستاذ في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في جامعة «روتغرز»، ماركو غراتسير، ان «الأبحاث تشير إلى مخاطر كثيرة» مشيراً إلى أن «الخصوصية أصبحت مشكلة منذ أن أصبح لكل سيارة بصمة ضغط الإطار الخاصة بها التي تتميز بقدرتها على تعقب الحركات، لكن هذه الميزة قد تؤدي إلى أمر أكثر خطورة».
وتلجأ الشركات المصنعة للسيارات إلى الشبكات اللاسلكية بشكل متزايد باعتبار أنها أرخص وسيلة للاتصال بوحدات التحكم الإلكترونية، أي العقل الالكتروني الذي يتحكم بالفرامل والمحرك والأقفال وغيرها من الأنظمة.
حتى الآن، لم يتمكن القراصنة أو حتى العلماء من اختراق حاسوب السيارة لاسلكياً، عبر نظام الإنذار الخاص بضغط الإطارات، «لكن هدفنا هو رفع مستوى الوعي عند المستهلكين قبل أن يصبح هذا الخطر أمراً واقعاً».
المصدر: السفير نقلاً عن «كريستيان ساينس مونيتور»
إضافة تعليق جديد