استئناف الحملة الإسرائيليةعلى القدس: تهجيرعشرات الفلسـطينيين

14-07-2010

استئناف الحملة الإسرائيليةعلى القدس: تهجيرعشرات الفلسـطينيين

بعد تسعة أشهر من التوقف بحجة إعطاء الفرصة للمفاوضات، استأنفت إسرائيل عمليات الهدم في القدس، حيث أضيف فلسطينيون جدد إلى قوائم اللاجئين في المدينة المحتلة، التي يتعرّض قادتها، وكل من يناصرها، لحملات سجن ومحاولات تهجشرطي من قوات الاحتلال الإسرائيلي يمنع فلسطينيين من الاقتراب خلال عملية هدم منزل في بيت حنينا في القدس المحتلة أمس.ير متلاحقة، كان آخرها إصدار محكمة تابعة للاحتلال قراراً بسجن رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح خمسة أشهر.
وبعد يوم على مصادقة بلدية الاحتلال في القدس على خطة لبناء 32 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «بزغات زئيف» في الشطر الشرقي من المدينة المحتلة، توجهت، أمس، في ساعات الصباح الباكر، أرتال عسكرية إسرائيلية إلى مناطق العيسوية وبيت حنينا في القدس لهدم أربعة منازل ومزرعة يملكها فلسطينيون بذريعة البناء من دون الترخيص، الذي يكاد الحصول عليه مستحيلاً.
وفي العيسوية تقدمت أكثر من مئة آلية إسرائيلية، بينها جرافات الـ»كاتربيلر»، نحو منازل الفلسطينيين العزّل، ومنشآتهم، وباشرت عمليات الهدم وسط محاولات يائسة من قبل الأهالي للحفاظ على المنازل.
وهدمت الجرافات الإسرائيلية منازل كل من باسم محمود حسين العيساوي، وموسى مشاهرة، والحاجة صباح أبو رميلة، وعائلة الرجبي، ومزرعة تعود لعائلة الداري في العيسوية، فيما سلمت إخطارات لعدد آخر من الفلسطينيين في البلدة عرف منهم صلاح إبراهيم الحزماوي.
وقال باسم العيساوي، وهو أحد المقدسيين الذين هدمت بيوتهم:

«في ساعات الصباح الباكر فوجئت بأكثر من 50 آلية إسرائيلية تحاصر منزلي الذي أوشكت على تجهيزه، وكنت أهمّ بالانتقال إليه، وباشرت في عملية الهدم من دون إنذار مسبق». وأضاف: «لقد عملت على مدار 16 عاماً لاستكمال بناء هذا البيت لكي أسكن فيه مع أفراد عائلتي الثمانية، لكنهم دمروا كل شيء في لحظات».
وتابع: «لم يمنحونا رخصة بداعي أن الأراضي التي سنبني عليها دائماً تكون إما أراضي عامة أو مصادرة، وهم يدعون أنهم سيبنون فوقها مرافق عامة. وهذا كله كذب». ولم يستبعد العيساوي، الذي كان يتحدث وعيونه تذرف بالدموع، أن يصله خلال الأيام القليلة المقبلة بلاغ لدفع تكاليف هدم منزله.
أما الحاجة صباح أبو رميلة فلم تقدر على الكلام، بسبب تدهور حالتها الصحية، حيث أصيبت بحال من الإغماء، نقلت على أثرها إلى المستشفى، قبل أن تعود لترى منزلها أنقاضاً وتبدأ بالصراخ والبكاء: «لقد أنهوا حلماً راودني منذ كنت طفلة بأن يكون لي منزل يأويني».
وفي بيت حنينا اقتحمت آليات إسرائيلية، معززة بقوات مسلحة، منزلاً لعائلة الرجبي يأوي عشرة أشخاص وهدموه وسط اشتباكات مع الأهالي الذين حاولوا التصدي للجرافات. كما هدمت القوات الإسرائيلية منزل موسى مشاهرة في حي الصلعة في منطقة جبل المكبر، مساحتها 30 متراً مربعاً. وهذه المرة الثانية التي يهدم فيها منزل مشاهرة خلال عام.
وتأتي هذه التطورات بينما يستعد الفلسطينيون لاستقبال مبعوث عملية السلام الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي سيحاول إقناع الفلسطينيين بإطلاق المفاوضات المباشرة مع اسرائيل.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إن السلطة ستسأل ميتشل عما إذا كان الذي يجري في القدس هو «الاستخلاصات التي وصل إليها نتنياهو بعد زيارته الأخيرة إلى واشنطن»، معتبراً أنّ «السؤال هو کيف سيتصرف الأميركيون بعد التصعيد الذي زاد في أعقاب هذه الزيارة».
في هذه الأثناء، حكمت محكمة إسرائيلية على رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح بالسجن الفعلي مدة خمسة اشهر بتهمة الاعتداء على شرطي إسرائيلي خلال احتجاجات على الحفريات في منطقة باب المغاربة في مدينة القدس قبل عامين، والمشاركة في نشاط «غير قانوني» في المنطقة.
وأعلنت المحكمة أن توقيف الشيخ صلاح في سجن الرملة سيكون ساري المفعول في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وقالت النيابة الإسرائيلية في لائحة الاتهام إن الشيخ صلاح «بصق في وجه شرطي كان يمنعه من الوجود غير القانوني في منطقة كانت تشهد أعمال ترميم إسرائيلية».
وقال المتحدث باسم الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر زاهي نجيدات: «نحن نرفض هذه القرارات العنصرية التي تستهدف كل فلسطيني يحاول الدفاع عن شعبه وأرضه، وحماية مدينة القدس التي تتعرض لحملة تهويد غير مسبوقة». وأضاف» لن يثنينا شيء عن مواصلة نضالنا لوقف الجرائم بحق شعبنا وأرضنا وقدسنا»، مشدداً على أن القرار بكافة أبعاده «سياسي بحت هدفه ملاحقة كل الفلسطينيين وثنيهم عن مواصلة مسيرة التحرير».
وقال نجيدات إن لجنة المحامين التي تتولى الدفاع عن الشيخ صلاح، تجري حالياً مداولات بخصوص الرد على قرار المحكمة، مشيراً إلى وجود احتمالين لمواجهة قرار السجن: «إما التوجه بطلب السماح بالاستئناف أمام المحكمة العليا، أو عدم القيام بأي شيء، لأن ما بني على باطل هو باطل، وبالتالي يبقى التحرك شعبياً وسياسياً ضد القرار العنصري».
بدوره، أكد الشيخ صلاح في تصريح صحافي: «أنا أشكل نموذجاً لآلاف الفلسطينيين الذين يتعرّضون للملاحقة من الاحتلال لثنيهم عن النضال في وجه الطغيان الإسرائيلي».
إلى ذلك، قال شقيــق النائب احمد عطون المهدّد بالإبعاد عن القدس إن الشرطة الإسرائيلية اقتحـمت منزل العــائلة الواقع في حي صور باهر في الــقدس وطالبت سكانه بإبلاغ النــائب عطون بضرورة تسليم نفسه خلال 24 ساعة لأن «وجوده غير القانوني في المدينة».
الى ذلك، قالت مصادر طبية فلسطينية إن سيدة استشهدت، وأصيب خمسة أشخاص، بسقوط قذيفة إسرائيلية على منطقة جحر الديك شرق مخيم البريج وسط غزة.

أمجد سمحان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...