عمال شركة «كابلات السويدي» يُضْرِبُون
يبدو أن أرباب العمل بدؤوا بالاستفادة من مزايا قانون العمل الجديد /رقم 17/، حيث هدد المسؤول الأول في معمل «كابلات السويدي» (الواقع في تل كردي بمنطقة عدرا) بحرمان العمال من جميع المزايا التي كانوا يحصلون عليها في القانون السابق، وذلك بعد أن أعلن العمال إضرابهم السلمي عن العمل نتيجة قرار رب العمل بتعديل نظام ورديات العمل السابق الذي كان يقسم العمل على ثلاث ورديات، وجعله على ورديتين، تعمل كل وردية مدة 12 ساعة متواصلة، دون دفع أي تعويض للعمال مقابل هذه الساعات الإضافية، مما جعل العمال يحتجون على هذه القرار الجائر بحقهم، وقرروا الإضراب إلى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، واعتصموا أمام مبنى إدارة المدينة الصناعية بعدرا، طالبين من نقابة عمال الصناعات المعدنية والكهربائية التدخل لمساعدتهم للوصول إلى حقوقهم التي اعتدى عليها رب العمل. مع العلم أن هذا الإضراب هو الثاني من نوعه في هذا المعمل بعد الإضراب الأول الذي تمَّ منذ عدة سنوات.
وبعد ثلاثة أيام من بدء الإضراب تدخل مدير المنطقة الصناعية بعدرا السيد زياد بدور، وكذلك اتحاد عمال دمشق الذي أرسل وفداً إلى المعمل للإطلاع على حيثيات الموضوع. ولدى الاتصال مع النقابي أيهم جرادة رئيس نقابة عمال الصناعات المعدنية والكهربائية، وعضو الوفد الذي أرسله اتحاد عمال دمشق إلى المعمل، أكد جرادة أن الاتحاد ركز على ضرورة حل القضية وإنصاف العمال، وان الوفد قد اجتمع مع صاحب المعمل وممثلي العمال المضربين، ثم عقد اجتماع ثلاثي بين هذه الأطراف لإيجاد حلٍ للقضايا العالقة وإنهاء الإضراب، ومع كل هذا لم تجد المسألة طريقها إلى الحل حتى ساعة تحرير هذا الخبر، رغم أن 40 % من العمال المضربين قد عادوا إلى عملهم.
إن حق الإضراب هو حقٌ مشروع للعمال، وهو الوسيلة الناجعة لإجبار أرباب العمل على الاعتراف بحقوق الطبقة العاملة، بعد فشل كل أساليب التفاوض والحوار بين العمال وأرباب العمل، كما أنه السلاح الوحيد الذي تبقى للطبقة العاملة بعد أن بات من الواضح أن سياسات الحكومة قد تماهت بشكل كامل مع مصالح أرباب العمل، وبعد أن أصبحت آليات العمل النقابي قاصرة عن مؤازرة العمال في قضاياهم مؤازرةً فعالة.
المصدر: قاسيون
إضافة تعليق جديد