ملابسنا تولّد الكهرباء
ستغدو ملابسنا في المستقبل، شاحنا كهربائيا لمختلف أغراضنا التي تتطلب الشحن، بدءاً من الكاميرا إلى الهاتف الخلوي وغيرهما... فلا تبالي بعد اليوم إن كنت في إجازة وانتهى شحن هاتفك. بحركة بسيطة ستشحنه!
فقد تمكن باحثون في جامعة كاليفورنيا من صنع «ألياف مجهرية يمكنها توليد الكهرباء، بالاعتماد على حركات الجسد البسيطة كالانحناء، والتمدد، والالتواء».
وهذه الألياف المجهرية عبارة عن «أسلاك تشبه خيوط الصيد الصغيرة»، كما أن «نسج هذه الألياف وبيعها يتطلبان ثلاث سنوات أو أكثر».
وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كاليفورنيا لي وي لين، الذي يشرف على تطوير الألياف، أن «البزة الذكية القوية» لا تزال تحت التجربة في المختبر. وتمكن لي وفريقه، الذي يضم باحثين أميركيين وألمانا وصينيين، مؤخرا من «إثبات قدرة الألياف على تسخير الطاقة من الحركات الدقيقة للجسد».
وتستفيد هذه الخيوط مما يسمى «الكهرباء الضغطية»، التي تنتج الطاقة عن طريق «الضغط التطبيقي»، في ما يشبه عملية «توليد الحرارة عبر فرك اليدين معا»، والأهم من ذلك أن الملابس التي تحتوي على هذه الألياف يمكن غسلها كأي ملابس أخرى في آلة الغسيل «فالألياف مرنة وتقاوم الحرارة والمواد الكيميائية، كما أنها صغيرة بما فيه الكفاية لتمتزج بشكل خفي في معظم الملابس».
وهذه الألياف مصنوعة من مادة رخيصة من البلاستيك العضوي يسمى «فلوريد البوليفينيل» والموجود في خيوط الصيد، أو العازل للأسلاك الكهربائية، أو الطلاء على المباني».
- لقد أنتج فريق لين الألياف باستخدام تقنية ابتكروها تدعى «الدوران الكهربائي»، حيث تعلق حقنة مليئة بمحلول البوليمير على رقاقة سيليكون متحركة وموصولة بالكهرباء، والحقل الكهربائي الذي يتولد، يسحب المحلول ليشكل منه الألياف على هذه الرقاقة».
واستطاع الباحثون تحويل الطاقة الصادرة من حركة الإصبع إلى كهرباء، عبر ارتداء قفازات جراحية ألصقت عليها الألياف، التي «بالكاد نستطيع رؤيتها بالعين المجردة، حيث تبلغ سماكتها ما يقرب من 500 نانومتر أي عُشر عرض ألياف الملابس وأرفع بكثير من شعرة الرأس».
وسيتطلب حوالى مليون من هذه الألياف لإنتاج الطاقة اللازمة لتشغيل جهاز «أي بود». لكن لا داعي للقلق، فكمية الألياف هذه توازي في حجمها «حجم حبة الرمل»، بحسب ما شرح لين، مضيفاً أن «الألياف يمكن أن تمتص الطاقة غير المستغلة التي ينتجها الجسم، وكلما ازدادت الحركة كلما حصدنا طاقة أكثر ما يجعل الركبتين والمرفقين والمفاصل الأخرى مواقع رئيسية للخيوط»، المولّدة للكهرباء.
ويبدو أن وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون «تحمست لهذه التكنولوجيا أيضاً، فالجنود لن يحملوا بعد الآن البطاريات الثقيلة لإمداد عتادهم بالطاقة»، ولهذا فإن «وكالة الأبحاث السرية المتقدمة التابعة للبنتاغون تساهم في تمويل هذا المشروع»، الذي تساهم في تمويله أيضاً «المؤسسة الوطنية للعلوم»، بتقديمها مبلغ 350 ألف دولار.
بهذا، يمكننا تخيل متسلقي الجبال وهم يمدون كاميراتهم الرقمية مباشرة بالطاقة، أو حتى العدائين يشحنون هواتفهم الخلوية، وهم يركضون.
المصدر: السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد