العلماء ينتجون أول خلية اصطناعية
أعلن فريق من العلماء الأميركيين نجاحه في إنتاج أول خلية اصطناعية في العالم، الأمر الذي سيفجر جدلا دينيا وأخلاقيا وحتى عسكريا بشأن هذا الإنجاز العلمي.
فقد كشف علماء أميركيون أنهم نجحوا بقيادة رائد الخرائط الجينية البشرية كريغ فنتر، في تركيب خريطة جينية مصطنعة واستخدموها مع خلية بكتيرية مفرغة لتخليق خلية نشطة يؤمل استخدامها في تعلم "كيفية تصميم أحياء دقيقة حسب الطلب".
واستغرق العلماء 15 عاما أنفقوا خلالها 40 مليون دولار لاصطناع كروموسوم يحمل توليفة جينية مصطنعة قبل أن يبدؤوا البحث في طريقة لنقل هذه التوليفة الجينئة إلى خلية بكتيرية أخرى.
ووصف رئيس فريق البحث العالم البيولوجي فنتر ما تم التوصل إليه بأنه "أول خلية يتم اصطناعها، وأول نوع من الكائنات -التي تتناسخ على كوكبنا- ينجبه الحاسوب".
وأعلن فنتر في مؤتمر صحفي الخميس رغبته في صنع بكتيريا لإنتاج الوقود أو لاستخدامها في صنع أمصال أفضل أو تصميم طحالب لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو.
وفي وقت لاحق، نشر أعضاء فريق البحث الذي قام بهذه الدراسة تقريرا في دورية "ساينس" اعتبروا فيه ما أنجزوه على هذا الصعيد مجرد "خطوات ضئيلة نحو صنع كائن حي حسب الطلب انطلاقا من ملف رقمي".
وأشار الباحثون في تقريرهم إلى استخدامهم "نسخة مصطنعة من الشفرة الجينية مأخوذة من بكتيريا صغيرة تم زرعها في خلية بكتيرية أفرغت من معظم محتوياتها، وبعد عدة محاولات دبت الحياة في الكائن الدقيق وبدأ يتناسخ في أنابيب الاختبار".
وسارعت لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي إلى ترتيب جلسة الأسبوع القادم لمناقشة عواقب هذه الخطوة في وقت تخشى بعض الجماعات احتمال أن تستخدم التكنولوجيا الجديدة في صنع أسلحة بيولوجية.
وفي هذا السياق طالب إريك هوفمان من جمعية أصدقاء الأرض بضمان تطبيق قواعد صارمة لحماية البيئة وصحة الإنسان من هذه التكنولوجيا الجديدة ومخاطرها المحتملة.
وكان فنتر قد أكد أنه استشار عددا من خبراء الأخلاقيات قبل البدء في المشروع، وهذا ما شدد عليه دان غيبسون من معهد فنتر عندما قال إن المعهد أطلع البيت الأبيض على تفاصيل المشروع بسبب عواقبه الأمنية المترتبة على احتمال استغلال هذه التكنولوجيا على سبيل المثال في تصنيع أسلحة بيولوجية.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد