«الجينوم الإلكتروني» لحماية أرشيف البشر من الاندثار

20-05-2010

«الجينوم الإلكتروني» لحماية أرشيف البشر من الاندثار

دفن علماء أوروبـيون، داخل حصن سري عميق تحت الأرض، تحت جبال الألب السويسرية، «جينوماً إلكترونياً»، يعد بمثابة مخططات موثقة للأجيال المقبلة، تمكّنها من قراءة المعلومات المخزنة فيها.
وحمل العلماء كبسولة الزمن. ساروا في أنفاق ودهاليز. وعبروا خمس مناطق تخضع لتدابير أمنية مشددة. ثم بلغوا قبواً قرب منحدرات منتجع «غستاد» للتزلج، في جبال الألب.
الصندوق المختوم، الذي يحتوي على المفتاح الذي يفك شيفرة المخطوطات الإلكترونية، سيحفظ لما بعد الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، خلف باب يزن ثلاثة أطنان ونصف طن، أي انه متين بما يكفي لتحمل هجوم نووي قد يُشن على منشأة تخزين المعلومات، المعروفة باسم «سويس فورن نوكس».
وقال عالم الكومبيوتر البريطاني آدم فاركوهار، وهو أحد العلماء الذين ائتُمنوا على نقل الكبسولة إلى حصنها الحصين، إن «بإمكاننا اليوم نزع كتب (العالم ألبرت) أينشتاين، وملاحظاته عن رفوف المكتبات. ولكن ماذا بعد 50 عاماً؟ وربما لن يكون بمقدورنا الاطلاع عليها جميعها».
وشرح فاركوهار أن «الكبـسولة هي تراكم» ما جُمع فـي إطار مشروع «الكواكب»، الذي استثمر خبرات 16 مكتبة أوروبــية ومكتبات الوثائق والمؤسسات البحثية، من أجل الحفاظ على «أصول العالم الإلكترونيـة، بشكلين: إلكتروني وورقي، من الاندثار»، مورداً مثالا مفاده «لا يمكنني قراءة حتى ما كتبته أنا سابقاً في حياتي، سوى على شكل ورق، لأنه لم يكن لدينا آنذاك أي تقنيات كتلك التي نتمـتع بها اليوم».
وتحتوي كبسولة الزمن، التي دفنت في «سويس فورت نكس»، على «الموازي الإلكتروني للشيفرات الجينية لمختلف بنى المعلومات»، ما معناه أنها «جينوم إلكتروني»، على حد وصف فاركوهار، الذي نسّق لمشروع «الكواكب»، الذي كلّف نحو 18.5 مليون دولار.
وقالت منظمة «الكواكب» إنه تم إنشاء «داتا» من 100 جيغا بايت، أي ما يعادل 24 طناً من الكتب، لكل فرد على المعمورة، تحتوي على معلومات تتراوح من الحديث عن رحلة مفاجئة إلى سجلات طبية مفصلة. وأوضحوا أن ما جُمع من معلومات يوازي ما يحتويه أكثر من تريليون قرص مدمج.
من جهته، شرح الأستـاذ في جامعة فيينا للتكنولوجيا اندرياس راوبر، المشارك في المشروع، أن المعلومات الإلكترونية «بخلاف النقش على الحجر، لا تعيش سوى لسنوات، لا لألفيات»، موضحاً أن الأقراص المدمجة أو الأفلام الإلكترونية تعيش لـ20 عاماً فقط، في حين أن البنى الإلكترونية الأخرى لا تعيش سوى لخمس أو سبع سنوات.
هي آجال قصيرة «تحتّم علينا اتخاذ إجراءات حماية إلكترونية مناسبة لكي لا نخسر مليارات الدولارات في المستقبل»، ثمناً لمعلومات مهدورة، قال راوبر.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...