الجيش يهاجم المحتجين ببانكوك
بدأ مئات من الجنود في تايلند هجوما على معسكر المحتجين في وسط العاصمة بانكوك، بعد أن كان الجيش قد دعاهم لمغادرة المنطقة التي تشكل العصب التجاري في المدينة، وجرت اشتباكات أصيب خلالها أربعة أشخاص بجروح.
وقالت محطة تلفزيونية محلية إن قوات تايلندية احتشدت في الحي التجاري الرئيسي في بانكوك وأطلقت طلقات تحذير في الهواء قبل عملية لطرد المحتجين المناهضين للحكومة المعروفين بـأصحاب القمصان الحمر من معسكرهم.
وقال مراسل للقناة التلفزيونية التاسعة إن الجنود أطلقوا طلقات رصاص في الهواء ودعوا المحتجين والمدنيين إلى مغادرة موقع تجمعهم الرئيسي والمناطق المجاورة على الفور.
وقال الجيش عبر مكبر للصوت -حسبما ذكره مراسل التلفزيون- "من فضلكم غادروا الموقع على الفور. المسؤولون على وشك القيام بعملية". وأطلق الجنود مدافع الماء على جدار من إطارات السيارات في المدخل المحصن لمعسكر الاحتجاج في محاولة لمنع إشعال وقود فيه.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش التايلندي حشد أعدادا من الجنود وعربات لنقل الجند فجر الأربعاء أمام الحي الذي يتحصن فيه المناهضون للحكومة في وسط بانكوك. وأكد شهود عيان أن أعدادا كبيرة من القوات والمركبات المدرعة تجمعت في وقت مبكر بالقرب من موقع محصن للمحتجين.
وتمركزت سبع عربات مدرعة مزودة برشاشات على سطحها، وشوهد الجنود وهم يرتدون أقنعة على وجوههم ويحملون أسلحة ودروعا ويتمركزون أمام الحواجز المنصوبة عند مدخل الحي الذي شهد أعمال عنف خلال الأسبوع الماضي.
ورفض المتحدث باسم الجيش سونسرن كاوكومنرد تأكيد بدء عملية لتفريق المتظاهرين بالقوة. وقال المتحدث العسكري "لن أجيب عن أي أسئلة".
وفي هذا الوقت دعا أحد قادة المحتجين مناصريه إلى الاستعداد للمواجهة، وحث القائد أنصاره على الاستعداد للقتال، وجاء ذلك خلال تجمع القوات الحكومية قرب موقع المحتجين.
ونقلت وكالة رويترز عن ذلك القائد قوله إنه يخشى من هجوم وشيك على الموقع الذي يتجمع فيه أنصاره منذ نحو ستة أسابيع.
ورجحت مصادر حكومية أن نحو ثلاثة آلاف محتج لا يزالون يعتصمون وسط العاصمة بعد أن كان عددهم عشرة آلاف الأسبوع الماضي. ورفضت الحكومة التايلندية الثلاثاء النداءات المتكررة التي وجهها أصحاب القمصان الحمر لوقف إطلاق النار واستبعدت التفاوض معهم قبل أن يتركوا الحي الذي يتحصنون فيه منذ ستة أسابيع.
وأعلن ساتيت وونجنونجتوي الوزير بمكتب رئيس الوزراء التايلندي أبهيسيت فيجاجيفا أمس أن الحكومة لن تدخل في محادثات يتوسط فيها مجلس الشيوخ إلا إذا أنهى المحتجون المناهضون للحكومة من أصحاب القمصان الحمر تجمعهم الحاشد.
ويرجح أن الحكومة تهدف بتحريك الجيش في هذا الوقت إلى عزل المحتجين ومحاصرتهم، بعد فشل خطة تسوية مبنية على تنظيم انتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، والتي وضع لها المحتجون شروطا رفضتها الحكومة.
وكان المحتجون أعربوا الأحد عن استعدادهم لإجراء محادثات تشرف عليها الأمم المتحدة مع الحكومة إذا توقف الجيش عن إطلاق النار، ولكن الحكومة رفضت أي شروط لهذه المحادثات. ويطالب المحتجون بحل البرلمان وإجراء انتخابات عامة جديدة.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا في أعمال العنف بين المحتجين الذين ينادون بعودة رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناواترا وبين قوات الحكومة أسفرت منذ الخميس عن مقتل 38 شخصا، بينهم القائد العسكري للمحتجين خاتيا ساواسديبول إثر إصابته بالرصاص الأسبوع الماضي.
واتسعت حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة لتشمل 22 إقليما بعد إعلانها في خمسة أقاليم أخرى الأحد، وذلك لمنع اتساع دائرة العنف في شمالي وشمال شرقي البلاد حيث معقل أنصار شيناواترا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد