دماغ المقامر هكذا يتفاعل بالربح والخسارة

نشرت مجلة «نيوزويك» مؤخرا دراسة عن كيفية عمل الدماغ عند المقامرين، ولماذا يواصلون اللعب على آلات القمار بالرغم من خسارتهم.
وتشير المجلة إلى أن الإنسان يصبح خاضعا لآلة القمار حين يقترب من الفوز وهو يجلس خلفها، ولا يستطيع إلا أن يكبس زر «لعبة جديدة». وتضيف إن «السبب وراء هذا الأمر، بحسب صحيفة «نورو ساينس» (المتخصصة بالخلايا العصبية)، أن الاقتراب من الخسارة يحفز النشاط في العصب ذاته الموجود في الدماغ إذا فاز الشخص. إن العصب الخاص بالفوز يشبه الجزيء الذي يكمن وراء المتعة التي نحصل عليها من الإدمان على المخدرات والكحول والجنس، والشوكولاته، والقمار، وبالنسبة لبعض المرضى النفسيين فإنه يسبب الألم».
وتتابع المجلة «من اجل القيام بالدراسة، فان الباحثين، الذين يقودهم البروفسور في جامعة كامبريدج كلارك لوقا، جندوا 20 متطوعا، تراوحت عادات القمار لديهم من شراء تذاكر اليانصيب أحيانا إلى المراهنة بشكل دائم على العاب رياضية. ولعب المتطوعون على آلة قمار تعمل بالكومبيوتر مع عجلتي دوران، وعندما تماثلت صورتان فاز اللاعب بـ 75 سنتا، وعندما لم تتطابق الصور لم يحصل على أي شيء. وفي الوقت ذاته، كان يتم قياس نشاط دماغهم بواسطة الرنين المغناطيسي».
وتوضح الدراسة «ان الفوز نشط المنطقة الخاصة بالمكافأة وسط الدماغ. كما حصل الأمر ذاته عندما كاد يربح. وتفسر عملية اندفاع مواد كيميائية معينة في الدماغ، التي تخلق شعورا بالحصول على المكافأة وتحفيز الناس للحصول على المزيد، ما يحصل عندما يقترب الإنسان من الخسارة، ما يؤدي إلى مواصلة لعبه القمار».
وتوضح أن «الدراسة السيكولوجية تشير إلى أن الناس الذين يلعبون على ماكينات القمار أو اليانصيب، يعتقدون بشكل خاطئ أن المهارة تقف وراء الربح أو الخسارة. هذا الوهم يغوي المقامرين على إعادة المحاولة بعد أن يقتربوا من الخسارة. المقامرون المدمنون أسوأ: إن رد فعل أدمغتهم تفاعل بشكل اكبر مع الاقتراب من الخسارة أكثر من أدمغة المقامرين الذين يلعبون مرة واحدة في الشهر».
وأشار كلارك والباحثون معه في الدراسة التي نشرت العام الماضي في الصحيفة إلى آخر ما توصلوا إليه. وذكروا أنه على الرغم من أن الاقتراب من الخسارة في آلة القمار أدى إلى استياء اللاعبين فقد ازدادت رغبتهم للعب ما داموا يشعرون بأن لديهم القدرة على التحكم بدوران الآلة، وان المهارة تقف وراء هذه الظاهرة».
وتشير الدراسة إلى أن المصنعين لآلات القمار عرفوا مفعول قوة الاقتراب من الخسارة منذ عقود، وذلك للإبقاء على اللاعبين خلف الآلة».

المصدر: السفير