الماء للأثرياء
الحمار يشرب والحبل ينتفخ: كذلك يقول المثل القروي، والحبل هنا هو الشركة القابضة التي ستستثمر أفواهنا وأدبارنا معا: تبيعنا شربة مائنا التي تهطل من سمائنا وتتدفق من أرضنا ثم تعيد تكرير ما يخرج من فتحاتنا لتبيعه لنا مجددا كمياه للسقاية، ولهذا سموها القابضة، فهي شريكة عزرائيل الذي يقبض ولايعطي، والتاريخ يعيد نفسه عندما كان والي دمشق يبيع الناس شربة مائهم بالطاسة قبل أربعة قرون !؟
فالتنين اليوم، كما في قصص الأطفال، يقف على نبع الماء مانعا الأهالي منه حتى يجددوا له نذورهم ويضحوا بأجمل صبية على مذبحه كما تضحي حكومتنا بالقطاع العام .. القطاع الذي أكد لي السيد رئيس الحكومة قبل عامين أنه لن يسمح بخصخصته، وهذا يعني إما أن الحكومة... وإما أن الحكومة... وهماأمران كلاهما مر، وأعني أن تكون الحكومة جاهلة أو كاذبة،لأن رب العالمين يحاكم الحكومات أيضا ويرميها في جهنم التي لم يتمكن الأثرياء من خصخصتها حتى اليوم !؟
نبيل صالح
التعليقات
شكرا
عرس الوطن
إضافة تعليق جديد