تباين ردود الأفعال الغربية على الرد الإيراني
بدأت الدول الغربية تصدر ردود أفعال أولية متباينة في شدتها على رد إيران على العرض الغربي الرامي لجعلها تتخلى عن برنامجها النووي مقابل مجموعة من الحوافز.
فقد أبدت روسيا استعدادها للسعي لتسوية يجري التفاوض عليها بشأن برنامج إيران النووي مؤكدة على لسان المتحدث باسم خارجيتها ميخائيل كامينين أن موسكو ستواصل سعيها للتوصل لتسوية سياسية يجري التفاوض عليها مع الحفاظ على دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفض تخفيف مبادئ منع الانتشار.
أما وزارة الخارجية الصينية فأوردت في بيان أن بكين تريد أن "تدرس جديا" الرد الإيراني، وأعربت عن أملها بأن تراعي طهران مخاوف المجتمع الدولي وتتخذ الخطوات البناءة اللازمة، كما دعت جميع الأطراف للتحلي بالهدوء وضبط النفس.
ولم يورد بيان الخارجية الصينية ذكرا لعقوبات مشيرا إلى أن بكين تعتقد أن الحوار الدبلوماسي خير سبيل لحل المشكلة. والصين وروسيا شريكان تجاريان رئيسيان لإيران ويعارضان العقوبات.
البيت الأبيض قال على لسان المتحدثة باسمه دانا بيرينو إن الرئيس جورج بوش لم يطلع بعد على الرد الإيراني لكنه ذكر أن إيران تصر على عدم التخلي عن تخصيب اليورانيوم، وحذر من أن الإيرانيين يسعون لامتلاك سلاح نووي سيشكل "خطرا" على العالم.
ورفضت بيرينو التعليق على تصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني التي اقترح فيها إجراء "مفاوضات جدية" اعتبارا من الأربعاء مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا.
وكان السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون أكد أن واشنطن مستعدة للتحرك فورا بطرح مشروع قرار على مجلس الأمن لفرض عقوبات إذا كان موقف طهران سلبيا.
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي أن طهران قدمت ردا شاملا على العرض الغربي لكنه يحتاج دراسة متأنية من الدول الكبرى فيما قالت فرنسا على لسان وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي إن القوى العالمية بحاجة إلى "بضعة أيام" لدراسة رد إيران لأنه "طويل ومعقد للغاية".
وكان مسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني سلم أمس الرد الكتابي على عرض الحوافز في اجتماع بطهران مع مبعوثي الدول دائمة العضوية لمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا. وأعلن استعداد بلاده لإجراء "مفاوضات جادة" اعتبارا من اليوم لإنهاء الأزمة ووصف الرد بالإيجابي.
وقال لاريجاني "رغم أنه لا يوجد مبرر لخطوة الأطراف الأخرى غير المشروعة بإحالة قضية إيران إلى مجلس الأمن، فإن الرد أعد لتمهيد الطريق لمحادثات" وطهران "مستعدة للقيام بدور بناء فيما يتعلق بكل جوانب الصفقة".
وأشار إلى ضرورة التوصل إلى تفاهم حول كل المسائل والقضايا التي وردت في العرض بما في ذلك القضايا النووية، والتعاون التقني والاقتصادي على المدى الطويل بالإضافة إلى التعاون الأمني في المنطقة.
وفي كلمة له أمس خلال اجتماع أمس لكبار مسؤولي الدولة مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن, وقال إنها تستغل الأمم المتحدة لخدمة مصالحها الخاصة في إشارة واضحة للولايات المتحدة.
وكشفت مصادر إيرانية مطلعة أن طهران رفضت في ردها تعليق تخصيب اليورانيوم واقترحت صيغة جديدة لحل جميع الخلافات مؤكدة أن ردها ليس قبولا سلسا أو رفضا قاطعا.
وكان البرلمان الايراني حذر مجددا يوم الاثنين الماضي من أن فرض أي عقوبات على الجمهورية الإسلامية قد يدفعها ليس فقط لإعادة النظر في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكن في التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي أيضا.
على صعيد آخر اتهمت مصادر دبلوماسية في فيينا السلطات الإيرانية بمنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى منشأة يتم بناؤها تحت الأرض في نتانز مشيرة إلى أن طهران كانت تقوم بإعاقة عمليات التفتيش في الآونة الأخيرة.
وقالت إن المنشأة هدفها استيعاب عشرات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي بهدف تخصيب اليورانيوم، وهو ما يخضع لعمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد